فيصل خالد الخديدي
يعيش الإنسان بين ثنائيات سواء كانت موجودة في الطبيعة كالليل والنهار أو ثنائيات أوجدها من خلال مقارناته بشكل متضاد أو متكامل, وهناك ثنائيات الخير والشر وثنائيات هدامة وأخرى بناءة, وثنائيات وضعها الإنسان كفلسفة وجودية وأخرى نسجها وفق علاقة تحريضية أو تكاملية, فتضادية القطب السالب والموجب تعطي طاقة هائلة ,و تكامل الذكورة مع الأنوثة يضمن استمرار الحياة ,وحتى في المشاعر فإن الثنائية منها يعطي سيل من الأحاسيس وفيض من تعابيرها ولعل ذلك ما أغرى النحات عاد الخيمي في اشتغالاته النحتية فظهرت أعماله محملة بكثير من المشاعر سواء بشكل قصدي أم ضمني والتي تمحور الإنسان في جميع أعماله النحاسية منها أو الرخامية برؤية مجردة يشوبها شيء من سريالية الحركة وفنتازية المناخ العام للأعمال.
الفنان عادل الخيمي فنان سعودي له بعض المشاركات الجماعية وهو مقل في المشاركة والظهور ,قدم نفسه كنحات ضيف في معرض جماعي توازن وتباين بجده العام 2017م بحضور مميز ولافت من خلال أعمال نحاسية كان هاجسها الإنسان ومعاناته وحالاته المتباينة, ويقدم نفسه وأعماله بعزف منفرد في معرضه الشخصي مشاعر بالعديد من المنحوتات النحاسية والتي تمحورت حول الإنسان وقضاياه ومشاعره وأحاسيسه, تتشظى أجساد من منحوتاته إلى جزئين دونما تماثل تام وإنما بعلاقة تكاملية وخطوط انسيابية وبساطة في التكوين وحضور للحركة من خلال ليونة عناصره وانسيابيتها ,إن رمزية العنصر الأساسي لمنحوتات الخيمي وهو الإنسان في أبسط التعابير عن جسده بخطوط بسيطة مجردة من الملامح وحاضرة بالهيئة العامة والشكل الخارجي له جعلت المتلقي أمام حالات إنسانية متباينة برمزية بسيطة وثنائية متوافقة تارة في الحركة والإحساس ومتباينة في الطرح والرؤية فالخامة الصلدة القاسية تمايلت بخطوط انسيابية وأجزاء كأنها لازالت تمارس فعل الذوبان والحركة فجمع الفنان في منحوتاته بين النقيضين الصلادة والقسوة من جهة الخامة والليونة والانسيابية في التصميم والمخرج العام لشكل المنحوتة وهو أمر أيجابي يحسب له ويحقق عمق الثنائية التي دأب عليها في معرضه وجميع أعماله وإن كانت جاءت بشكل ضمني أو تلقائي إلا أنها ميزت مخرجه وحققت الشيء الجميل والمميز لمنحوتات المعرض والفنان.