عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة)... لم يكن يوم الجمعة الماضي يوماً عادياً، بل كان يوماً من الأيام العصيبة والصعبة التي تصدمني وتفجعني بأحداثها وأقدارها، لكنها قدرة الله التي لا مفر ولا ملجأ منها إلا إليه سبحانه وتعالى، نعم كانت فاجعة أشبه بفاجعتي في والدي من حيث التوقيت واليوم والطريقة، ولكنها إرادة الله سبحانه واللهم لا اعتراض، فكل شيء منه وإليه، فالله سبحانه يرزق ويأخذ لا إله إلا هو آمنت به ولا نملك إلا الشكر والامتنان لما قسم لنا، ولا نملك إلا أن ندعو له اللهم اغفر لعبدك محمد بن علي الدغيثر، وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه واغفر له ووسع له في قبره ونوِّر له فيه.
إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعفُ عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقِّه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة واجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة وارحم جميع أموات المسلمين.
لقد كان أخي أبو نواف رجل الدولة وخادمها في عدة مناصب بدايةً من ترؤسه إدارة الهاتف في محافظة الدوادمي، ونهاية بشركة الاتصالات السعودية في الرياض، وكان له - رحمة الله عليه - مشاركات في خدمة رياضة الوطن من خلال النادي الذي يعشقه الزعيم الآسيوي الهلال، لقد عمل في فترة في العلاقات العامة ليس للكسب المادي، بمقدار ما هو للعشق والحب العظيم الذي يكنه لمعشوقه الهلال، نعم لقد كان يعشق الهلال دون أن يسيء لأحد من المنافسين أو الرياضيين بل كان العاشق الراضي بالواقع.
رحل وكان آخر ما سألني عنه وهو على سرير المرض أحوال الأصدقاء والناس والكرة والمنتخب والهلال ولكن القدر لم يمهله ليشاهد ما كان بخاطره، وأسال الله أن يعوضه بدار أفضل من داره وأهلاً أحسن من أهله وأن يعوض عليه شبابه وأن يقبله مع الصالحين وأن يجعل ما أصابه وألم به تكفيراً لذنوبه.
نقاط للتأمل
- هل تقلصت فرصة بلوغ الهلال لدوري الستة عشر آسيوياً؟ هذا ما يبدو والله أعلم الحصول على نقطتين من تسعة نقاط يعطي انطباع المغادرة المبكرة، إذا ما أدركنا أن المباريات الثلاث المتبقية خارج أرضه فواحدة في العين والأخرى في الكويت والأسبوع القادم في الدوحة الفريق، مشكلة الهلال في المقدمة وغياب المهاجم الحاسم، ناهيك عن لاعبيه الأجانب المحترفين لم يساعدوه بل خذلوه ولم يقدموا ولو جزءا مما يحصلوا عليه من ملايين، والحصيلة الهلال في موقف صعب ويحتاج إلى معجزة ليتأهل، لأن المنافسين في مجموعته أقوياء والكل يطمح للتأهل وهذا حق مشروع للجميع.
- تضع نتائج مباريات دوري المحترفين السعودي أمراً محيراً وغير منطقي بل أصبحت الفرق تحير ولا يستطيع أحد أن يتوقع أي نتيجة مسبقة، فدوري هذا الموسم أقرب ما يطلق عليه دوري المتناقضات فأصبح تسجيل النتائج الكبيرة أمراً عادياً والفوز بخمسة أهداف أمراً طبيعياً، التعاون يخسر بالخمسة من الأهلي ويعود بأيام معدودة ويفوز على الاتحاد بنفس النتيجة وبخمسة, وبعدها بيوم الفتح العادي يفوز على الباطن بخمسة، إنه دوري الخمسات والاستبدالات فلم يسبق أن تم استبدال مدربين وإقالات مثل ما حدث هذا الموسم.
- ماذا يخطط له مسيرو نادي النصر للموسم القادم؟ الله أعلم ولكن من خبرة متواضعة وتجربة سابقة لا يمكن أن يعود الفريق لسابق عهده في المنافسة وتحقيق البطولات، ما لم يتم اجتثاث جميع من أكل وشرب وبلع دون أن يقدم ما يوازي ما حصل عليه وعددهم ليس بقليل فقد يصل إلى ثلاثة أرباع الفريق، والأهم من ذلك أن يكون البديل أفضل وبحاجة للعمل وتقديم نفسه من خلال ناد كبير ذي شعبية جارفة وجماهيرية غير عادية، أما الأجانب المحترفون فيجب أن يكونوا سوبر ستار وإلا فلا فتوفير الأموال وإعطاء الفرصة لأبناء الوطن من داخل النادي وخارجه أفضل وبكثير.
- انحصر التنافس للحصول على بطولة دوري المحترفين السعودي للموسم الثالث على التوالي فقط بين الهلال والأهلي، وهذا أمر يصعب القبول به في دوري قوي في بلد شاسع ومتعدد المواهب والنجوم وبوجود أندية كبيرة وعريقة لها إنجازاتها وتاريخها وجماهيرها مثل النصر والاتحاد والشباب والاتفاق، ولكن لأن الفكر الرياضي والتخطيط السليم قد غاب باستثناء الناديين المتنافسين جعل الكل يغاب ويختفي عن الإنجازات وتحقيق البطولات وخاصة بطولة الدوري ولكن الأمل معقود على الموسم القادم وما سيشهده من تغيير وعمل مراقب وتحت المجهر لتعود الأندية الكبيرة لوضعها الطبيعي - بإذن الله -.
خاتمة:
مرحوم ياللي كل ما جبت طاريه ...
تزاحم دموع الحزن عند طرياه
أبذكره ما دامت الروح تطريه ...
وباموت ما ماتت مزوحه وذكراه
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ، ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.