كوثر الأربش
في هذا اليوم، لن أكتب عن المرأة، بل سأكتب للمرأة. هذه بعض الوصايا، علها تشرق في إحدى الزوايا الحرجة، ذات يوم قريب أو بعيد.
- لم تعودي طفلة، أصبحتِ أمًا!
أعلم أن هذا حدث لها، أو قد يحدث لك، أعني التحول من الطفولة للأمومة، لا أخص هنا الزواج مبكرًا، لا، بل أعني أن في داخل كل امرأة طفلة جميلة للغاية، يحاول المجتمع قمعها مع قدوم أول طفل. أبدًا. لا تستجيبي لأحد. حافظي على تلك الطفلة بداخلك، تمامًا كما تفعلين مع أطفالك الذين يحلون واجباتهم الآن أو يلعبون مع أصدقائهم. الطفلة الداخلية ستبقى معكِ للأبد، ستسمعين صوتها اللحوح لآخر يوم في حياتك.
- جميلة وغبية!
سيعتقدون أن المرأة الجميلة أقل ذكاء، دعيهم يتفاجؤون قليلاً، دعيهم يتعرفون على امرأة هذا العصر، الجامعة بين الجمال والذكاء. العالم لا يُلام على أفكاره المترسبة، تلك التي غرستها التجارب القديمة. قبلكِ، أعني قبل هذا العصر، كانت المرأة إما مشغولة في جمالها، أو بمهامها. اليوم اختلف الأمر كليًا، الجمال والذكاء، أصبحا أحدهما رفيق الآخر. هبي العالم فرصة لاستكشاف هذا الثنائي الخطير الذي تملكينه.
- ضريبة الجمال
يقال: «المرأة الجميلة ليس لديها أصدقاء من الذكور بل عشاق وحاسدات من النساء». هل فكرتِ مرة أنهن يحسدونك بسبب جمالك؟ عندما حققتِ نجاحًا كبيرًا، هل قال أحدهم أنكِ وصلتِ لهذا بسبب جمالك فقط؟ هل حاول أحدهم اعتراض طريقكِ أو تخويفك لأنك جميلة؟ هل تتعرضين للكثير من المضايقات؟ عودي لكل الأسئلة السابقة، الغي كلمة «جميلة» وضعي بدلاً منها هذه الكلمات: «لئيمة، ساذجة، حادة الطباع». المرأة لا تكره امرأة لأنها أكثر جمالاً. الغي هذه الفكرة للأبد. وراقبي سلوكك. لقد لاحظتُ في تعاملي مع النساء أن المرأة الجميلة لديها أفكار مسبقة تجعلها تتصرف بلؤم مع بقية النساء. المرأة اللطيفة سيحبها الجميع، حتى وإن كانت تمتلك كل صفات الجمال والنجاح أيضًا. المرأة اللئيمة هي التي لن يقترب منها أحد. أيضًا الرجال، الرجل لا يتطاول على المرأة بسبب جمالها، بل بسبب سذاجتها. الخلاصة: الجمال بريء من كل التهم التي أثقلت كاهله طوال التاريخ.
- حقوقية، الرجل عدوي!
لا تستعدي الرجل. بل علّميه. الرجال تحديدًا، قست عليهم الحياة كثيًرا، لقد حملوا عبء الحياة كلها، في الأيام التي كانت المرأة مقصية ومبعدة. نعم الرجل هو من أبعدها، لكنه جنى على نفسه بأن أصبح مسؤولاً عن كل شيء. هذا ما جعله مشتتاً وتنقصه الكثير من الخبرات. مرة أخرى، لا تستعدي الرجل، بل ساعديه ليكون أفضل، حتى الآباء. كم فتاة صنعت من أبيها شخصًا آخر؟ صدقيني، لا شيء، لا أحد، سيعيد تشكيل الرجل مثل امرأة حكيمة.