«الجزيرة» - وهيب الوهيبي:
أوصى سماحة المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ الدعاة بألا يجعلوا خلافاتهم في بعض الآراء الاجتهادية مدعاة للتفرق والتنابذ، أو تبادل الاتهامات، أو التنقيص من جهد إخوانهم وزملائهم.
جاء ذلك خلال لقائه بالدعاة المشاركين في فعاليات الدورة الثامنة للدعاة التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد.
وأكد سماحة المفتي أن هناك خصالاً ووسائل تعين الداعية على أداء رسالته بإتقان وإحسان؛ ليصل إلى الهدف المنشود، ويحقق الغاية المطلوبة، ولينجح في مهمته، ويؤدي رسالته على أحسن وجه، أولها أن يحقق الداعية إخلاص النية لله ــ عز وجل ــ وابتغاء مرضاته من وراء عمله في مجال الدعوة.
وشدد سماحته على التحلي بالحكمة في الدعوة، لافتًا إلى أن الداعية يخوض غمار المجتمع، ويخالط الناس من مختلف المستويات والأصناف؛ ففيهم الجاهل، وفيهم العالم، وفيهم الضعيف، وفيهم من ركب هواه ومالت نفسه إلى المعاصي وارتكاب الجرائم، ومنهم من المخطئ غير القاصد للخطأ، أو ربما وقع في الخطأ لأول مرة، ومنهم محب للخير لكنه زلت قدمه، ومنهم من يحب الشر ويقصد السوء.. وهكذا تختلف درجات الناس وأفهامهم وعلومهم؛ فلا بد أن يتصرف الداعية معهم بحكمة.
وأشار إلى أن من الصفات اللازمة للداعية التحلي باللين والرفق؛ فلا يكون غليظًا قاسيًا في تعامله وخطابه. مشيرًا إلى أن السير في سبيل الدعوة إلى الله ليس سهلاً بل تعتري ذلك مشاكل وعقبات وصعوبات ومعاناة، وربما لقي الداعية أذى وضررًا في طريقه؛ فعلى الداعية الصبر.
وأهاب بالدعاة إلى السعي في لَمّ الشمل، وتوحيد الصف، وجمع كلمة المسلمين على طاعة ولي أمرهم في المعروف، والانضواء تحت لوائه، وتحذيرهم من التفرق والتشرذم، ومن الخروج على ولاة أمور المسلمين، وتحذيرهم من الأفكار الهدامة والفئات الضالة والدعوات المشبوهة.
منبهًا الدعاة إلى ضرورة أن يكون بينهم تآلف ومودة ومحبة وتعاون وتكاتف، وأن يساند بعضهم بعضًا، ويؤيد بعضهم الآخرين فيما يقومون به.