موضي الزهراني
بداية أعرفكم على مفهوم الأسرة الصديقة « هي الأسرة التي ترغب في تكوين علاقة صداقة مع طفل أو أكثر من أطفال دور الأيتام المختلفة في المملكة والتابعة لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية».
هذا البرنامج بدأ منذ سنوات مضت بفكرة وتصميم من سمو الأميرة سارة بنت محمد بن سعود المديرة العامة للإشراف النسائي بمنطقة الرياض جزاها الله خيراً، حيث حاربت وجاهدت حتى يظهر هذا البرنامج للنور من خلال تشجيعها بداية لبعض موظفات الوزارة على اصطحاب بعض الأطفال الأيتام لمنازلهن في آخر الأسبوع، واستمرت هذه الخطوة الإنسانية حتى اتسعت على مستوى فروع الأيتام بالمناطق، فأصبح من البرامج الهامة ذات البعد الإنساني العميق في حياة كثير من الأيتام المحرومين من الرعاية الوالدية الطبيعية، وللعمق الإيجابي لهذه الفكرة على شخصية الأيتام من جميع النواحي، وخلق الشخصيات الفاعلة منهم في تنمية المجتمع، فإن الوزارة مطالبة بأن يكون هذا البرنامج من أهم المبادرات الوطنية في مجال الأيتام باعتبارها المسئولة الوحيدة عن حياتهم منذ الميلاد حتى ما لا نهاية، فهي المظلة الوالدية الوحيدة لهم، وما يواجهونه من مشكلات سلوكية أو نفسية يعانون منها، ما هي إلا نتاج لنوعية البرامج والجهود المقدمة لهم والتي لا تخلو من الخلل المؤسسي الذي لا يمكن ضبطه بسهولة لأسباب وعوامل قد تكون خارجة عن تحكم الإدارات المتعددة والمعنية برعايتهم. ومنها المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام «إخاء» والمسئولة عن المراحل العمرية المتقدمة للأيتام ما بعد 18 عاماً، وذلك بعد انتهاء فترة إقامتهم بالمؤسسات الاجتماعية، من خلال خدماتها المختلفة كمثل «توفير المسكن، والتدريب والتوظيف، والدعم القانوني، والتهيئة للزواج، والدعم النفسي والاجتماعي « حيث بلغ عدد أيتام إخاء خلال العام 2016م ـ 1437هـ (2055) يتيماً ويتيمة تخدمهم (10) فروع في أنحاء المملكة منهم (1256) ذكوراً و(799) إناثاً.
وخدمات المؤسسة لا تتوقف على ذلك بل تمتد إلى سعيها الحثيث لتمكين الأيتام واستقلالهم لضمان جودة حياتهم من خلال حزمة من المبادرات المختلفة ومنها «ورشة» آليات سبل ودمج الأيتام في المجتمع « التي أقامتها الأربعاء الماضي في الرياض للخبراء في هذا المجال وتعتبر سلسلة لبعض الورش التي عقدت مع الأيتام أنفسهم، والعاملين معهم في مختلف المناطق. والمفرح في توصيات الورشة هو الاتفاق على توصية « اعتماد نظام الأسر الصديقة بعد تأهيلها لتكون العنصر الموجه لليتيم في المرحلة العمرية من 18 ـ 30 ووضع الحوافز المناسبة لهذه الأسر بما يحقق استمراريتها وفاعليتها « وأتمنى إقرار هذا النظام أيضاً للمراحل العمرية المبكرة لأبعاده الإيجابية المتعددة على شخصية اليتيم والتي لا تعوضها جميع الخدمات المقدمة لهم!.