أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
قال أبو عبدالرحمن: من مؤلفات(بنسون لي جريسون)، كتابه (العلاقات السعودية الأمريكية/ في البدإ كان النفط)، وقد نشر باللغة العربية بترجمة (سعد هجرس)، وصدر عن (سينا للنشر) في طبعته الأولى عام1991 ميلادياً؛ وقال (بنسون) في مقدمته: ((مامن دولة من جميع دول العالم قاطبةً تحتل اليوم لدى الولايات المتحدة أهميةً أكبر من تلك التي تحتلها هذه المملكة الصحراوية النائية؛ (السعودية)؛ فرغم ضآلة عدد سكانها [الأصح الأفصح:فعلى الرغم من أن] الذين بدأوا مؤخراً في التخلي عن نمط حياتهم البدوية: فإن الاحتياطات البترولية الهائلة الموجودة في السعودية: جعلت أمريكا تعول على استمرار استقلال هذه الدولة، وإبداء حسن النوايا إزاءها على نحوٍ لم تفرض الظروف مثيلاً له من قبل على الولايات المتحدة بالنسبة لأي دولة في تاريخنا، وقد انعكست هذه الحقيقة في إعلان الرئيس (رونالد ريجان) في أول أكتوبر 1981ميلادياً: أن الولايات المتحدة لن تسمح بسقوط السعودية في أيدي أي جماعة أجنبية أو محلية يمكن أن توقف تدفق البترول السعودي إلى الغرب، ورغم [الصواب: على الرغم من] أن هذا الالتزام لم يأخذ شكل معاهدةٍ يصدق عليها مجلس الشيوخ: فإن إعلان (ريجان) المشار إليه يعكس تعهداً بعيد المدى لم يسبق لأي رئيس أمريكي أن تعهد بمثيلٍ له للدفاع عن بلد آخر)).
قال أبو عبدالرحمن: وعرف ب (بنسون) مترجمه (سعد الهجرس)؛ فقال: ((بنسون لي جريسون) موظف بوزارة الخارجية الأمريكية، ولديه خبرة عملية طويلة تناهز ربع قرن في التعامل مع الشؤون الدولية، و[مع] العمليات الحكومية؛ وبالإضافة إلى حصوله على درجات جامعية في الشؤون الخارجية من جامعة نيويورك، وجامعة كولومبيا، وجامعة هارفارد: فإنه أيضاً عضوٌ بالجمعية الآسيوية، والمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية.. سافر إلى منطقة الخليج، وكتب عن شؤون الشرق الأوسط في صحف متعددة.. من مؤلفاته (الرئيس المجهول/ إدارة الرئيس (ميلارد فيلمور)1981 ميلادياً)، و(العلاقات الأمريكية الإيرانية 1981ميلادياً)، و(الصورة الأمريكية عن الصين 1979 ميلادياً)، و(الصورة الأمريكية عن روسيا 1978 ميلادياً)، و(النوايا السوفيتية في الخليج، وكيفية مواجهتها).. ومواد الكتاب سوى مقدمة المترجم، ومقدمة المؤلف: مكونة من العنواوين التالية: (بدايات مبكرة)، و(الحرب العالمية الثانية)، و(أهمية النفط السعودي)، و(التنافس مع بريطانيا)، و(وسط المشاكل)، و(الوجود الأمريكي ينمو)، و(استقلال إسرائيل)، و(المساعدة العسكرية الأمريكية)، و(القومية العربية الراديكالية خارج السعودية)، و(الأسلحة والنفط)، و(مخاوف سعودية)، و(توقعات).
قال أبو عبدالرحمن: في أثناء المناورات المعقدة: بقيت الولايات المتحدة واقفةً على الخطوط الجانبية؛ وذلك هو الموقف الذي اتخذه الملك عبدالعزيز؛ ذلك أن النشاط التبشيري الأمريكي كان قد بدأ يأخذ مكانه على طول أطراف شبه الجزيرة العربية في الكويت والبحرين والعراق ومسقط وعمان.. و[قد] ظل الجزء الداخلي من شبه الجزيرة بعيداً، ولم يمس عملياً، ولم يكن الاهتمام الأمريكي بهذه المنطقة قد وجد بعد؛ وبعد أن انتهت الحرب ركزت بريطانيا دعمها تدريجياً للملك حسين الذي نصب نفسه ملكاً على الحجاز؛ وفي مؤتمر (فرساي) هو معاهدة (فرساي)؛ هي المعاهدة التي أسدلت الستار بصورةٍ رسمية على وقائع الحرب العالمية الأولى، وتم التوقيع على المعاهدة بعد مفاوضات استمرت 6 أشهر بعد مؤتمر باريس للسلام عام 1919ميلادياً)؛ ولقد وقع الحلفاء المنتصرون في الحرب العالمية الأولى من جانب[آخر] اتفاقياتٍ منفصلةٍ مع القوى المركزية الخاسرة في الحرب[وهي] الإمبراطورية الألمانية، والإمبراطورية النمساوية المجرية، والدولة العثمانية، وبلغاريا.. لقد تم توقيع الاتفاقيات في 28 يونيو 1919 ميلادياً، وتم تعديل المعاهدة فيما بعد في10 يناير1920ميلادياً؛ لتضمن الاعتراف الألماني مسؤولية الحرب، [ل]يترتب على ألمانيا تعويض الأطراف المتضررة مالياً، وقد سميت بمعاهدة (فرساي)؛ تيمناً بالمكان الجغرافي الذي تم فيه توقيع المعاهدة؛ وهو قصر (فرساي) الفرنسي، وقد تمخضت الاتفاقية عن تأسيس عصبة الأمم التي يرجع الهدف إلى تأسيسها للحيلولة [الأفصح: إلى الحيلولة] دون وقوع صراع مسلحٍ بين الدول كالذي حدث في الحرب العالمية الأولى.. كما أدت الاتفاقية إلى خسارة ألمانيا بعض أراضيها ومستعمراتها لصالح أطراف أخرى، ومن تلك الأراضي الألمانية مقاطعة (شاندونغ) الصينية التي آلت إلى اليابان عوضاً عن الصين، وخسرت الدولة العثمانية أيضاً أراضي واسعةً في أوروبا وآسيا وانتهت كإمبراطورية [الصواب: بصفتها امبراطورية]؛ وفيما يتعلق بالقيود العسكرية على ألمانيا فقد نصت الاتفاقية على أشد الضوابط والقيود على الآلة العسكرية الألمانية؛ لكي لايتمكن الألمان [بسببها] من إشعال حرب ثانية كالحرب العالمية الأولى؛ فقد نصت على التجريد العسكري للجيش الألماني، والإبقاء على 100.000 جندي فقط، و[على] إلغاء نظام التجنيد الإلزامي الذي كان يعمل به في ألمانيا؛ (ولا تستطيع ألمانيا إنشاء قوةٍ جوية)، و[على] التقد بـ 15.000 جندي للبحرية بالإضافة إلى حفنة من السفن الحربية بدون غواصات حربية، ولا يحق للجنود البقاء في الجيش أكثر من 12 عاماً.. وفيما يتعلق بالضباط فأقصى مدةٍ يستطيعون قضاءها في الجيش هي 25 عاماً؛ لكي يصبح الجيش الألماني خالياً من الكفاآت العسكرية المدربة ذات الخبرة.. ونصت الفقرة 232 من المعاهدة على تحمل ألمانيا مسؤولية الحرب، وتقديم التعويضات للأطراف المتضررة، وحددت التعويضات بـ 269 مليار ماركٍ ألماني، وخفض هذا المبلغ ليصبح 132 مليار مارك..
وإلى لقاءٍ في السبت القادم إن شاء الله تعالى، والله المستعان.