د. عبدالرحمن الشلاش
أقل فوائد الأمر السامي الكريم بالسماح بمنح المرأة رخصة لقيادة المرأة أن الأسرة التي لا ترغب في قيادة حريمها للسيارات لأي سبب يمكنها أن تعفي السائق وتجلب امرأة سائقة يمكنها أيضا العمل شغالة في المنزل. أيضا يمكن الاستغناء عن السائق الرجل وتدريب الشغالة الحالية على قيادة المركبة لتقوم في الصباح بإيصال الأطفال لمدارسهم، وكذلك إيصال الحريم اللائي لا يرغبن في القيادة لمشاويرهن إضافة للعمل في المنزل.
هذه فوائد اقتصادية ناهيك عن الفوائد الدينية بمنع خلوة بين امرأة ورجل وهي الأشد تحريما. ما بالنا نرضى بالخلوة المحرمة ولا نرضى بقيادة المرأة لسيارتها بنفسها. مجرد أن نبعد الأوهام عن رؤوسنا، ونستبعد الفرضيات مثل لو ساقت المرأة سيحدث مضايقات وتحرشات، وستخطف من مقعد السيارة، وستبدأ المطاردات بين الشباب والبنات، وستشهد الشوارع صراعات ومناكفات وكأن هذه العقول قد رسمت لنا مدنًا منفلتة يمكن لأي شاذ أو متهور أن يفعل ما يحلو له. هكذا تصور لنا بعض العقول العوراء الحال كي يذعن الناس لإرادتهم فيبادرون إلى الممانعة وركوب الموجة، وقد تابعنا بعض ردود الفعل السطحية التي تعودنا عليها بعد صدور الأمر الكريم. غيب هؤلاء الضمانات التي ستوفرها الدولة عند تنفيذ الأمر، والعقوبات الرادعة لمن تسول له نفسه التعدي على النساء. غاب عن هؤلاء شهامة رجال هذه البلاد وأنهم لن يرضوا بأي تعدٍ حتى ولو كان بالكلام.
كثير من الأسر ذات الدخول المتوسطة لا تستطيع جلب سائقين ودفع مرتبات وسكن وأكل وشرب للسائقين طوال العام قد تصل تكاليفها في السنة ولسائق واحد حوالي خمسين ألف ريال، وتتفاقم المشكلة عندما يزيد عدد السائقين لدواعٍ متعددة مثل كثرة أفراد الأسرة. لا ننسى أن كثيرًا من أرباب الأسر يخرجون من الدوام يوميا لإيصال أبنائهم وبناتهم وزوجاتهم وأخواتهم إلى آخر القائمة وغني عن القول الأضرار التي يسببها الخروج المستمر من العمل في تعطيل مصالح الناس وإحراج مديري الدوائر كل هذا سينتهي بمساهمة نساء العائلة في إيصال الأبناء والبنات للمدارس، وقضاء مشاويرهن الخاصة دون الضغط على رب الأسرة، وتعطيل الأعمال. كم من امرأة حرمت من وظيفة أو دراسة بسبب النقل؟
قراءة هادئة ستكشف المزيد من الفوائد، والحكم بعد التطبيق سيكون أدق، ودور المجتمع السعي لنجاح التطبيق. فكرة جلب شغالة قادرة على القيادة جديرة بتنفيذها دون تردد لجدواها الاقتصادية المتوقعة.