هالة الناصر
انطلق البعض يدافع عن كتاب أقرت الجهة المشرفة على معرض الرياض الدولي للكتاب أن يأتي مؤلفه ليعتلي منصة توقيع الكتب ليوقع كتابه للجمهور الذي سيكون بالآلاف مزدحما ليحظى بتوقيع الطفل السنابي الشهير الذي لا يملك شيئا غير التهريج وعبارة هزيلة وحيدة يرددها في كل مقطع مصور له، كما انطلق أيضا آخرون يهاجمون هذه الخطوة الجريئة التي تعتبر مغامرة غير محسوبة العواقب من قبل إدارة المعرض والتي قد تسبب لا سمح الله في الكثير من البلبلة والفوضى الثقافية وقد تضرب المشروع الثقافي السعودي بأكمله لأنها - من وجهة نظر المعارضين لحفل توقيع الطفل السنابي - تعتبر إقرارا ومصادقة من أعلى جهة ثقافية في مجتمعنا بالقيمة الثقافية التي يملكها بعض مشاهير السناب شات في تسويق السطحية والسذاجة مما قد يضر بالمجتمع كما أضرت مسرحية مدرسة المشاغبين وهدمت الهيبة والقيمة الإنسانية لمشروع التعليم والنهضة العلمية في مصر الشقيقة، أتفهم القرار الذي اتخذته إدارة المعرض الدولي الشهير الذي بفضل الله ثم بفضلهم أصبحنا نملك معرضا للكتاب ذائع الصيت ومؤثر وتتنافس على المشاركة فيه أشهر دور النشر العربية والعالمية، إذ لا يمكن في أي حال من الأحوال منع أي دور نشر من المشاركة في أي كتاب استوفى شروط فسح طباعته وتوزيعه في السعودية ولا يوجد في محتواه ما يخل بدين أو سياسة أو عرف، ولكن العتب الذي جعلنا في حيرة من أمرنا هو قرار منح شرف منصة توقيع الكتب لمثل هذا الطفل السنابي ومن هم على شاكلته، إذ أن جميع إدارات معارض الكتب في العالم تجعل لمنصة توقيع الكتاب قيمة ثقافية عالية واحتراما كبيرا لرسالة المثقف وتحافظ على حمايتها وعدم فقد قيمتها، إن حملة (لا تجعلوا الحمقى مشاهير) العالمية ضد مشاهير السوشال ميديا الفارغين -في الأغلب- لم يكن القصد منها تكميم الأفواه لأنها أقيمت في بلد عالمي ليس فيه وزارة إعلام ولكن لحماية المجتمع من الضرر البالغ الذي سيحدثه هؤلاء الفارغون عندما يتسيدون المشهد، وشاركت في الحملة الكثير من المؤسسات المدنية والهيئات والنقابات التي تهتم بحماية المجتمع المدني المتحضر، إن منح منصة توقيع كتاب لهذا السنابي هو إقرار وإصرار بجعل الحمقى مشاهير ودعم مباشر لسطحيتهم وسذاجتهم في الاستمرار بهدم المشروع الإنساني لدور الثقافة وتهميش لدور المثقف الذي لا يسعى لحشد الجماهير بقدر ما يسعى لنشر الوعي بينهم!