سعد بن عبدالقادر القويعي
لجوء النظام القطري إلى السيناريو الإيراني -ذاته- لسياسة تدويل الحج، والحرمين الشريفين، يكشف عن خيوط المؤامرة الإيرانية - القطرية ضد الأمن القومي العربي، والذهاب بالنسك إلى غير مقاصده، وأهدافه؛ وليغدو الفرض التعبدي أداة سياسية، تثير الاستفزاز حين طال هذا التحالف المشبوه أكثر المواسم قداسة لدى المسلمين، عبر تصعيد بعيد عن جوهر الأزمة؛ لتزييف الواقع، وبث الأكاذيب، وجني مكاسب سياسية أمام سلسلة الخسائر التى تكبدتها قطر، منذ مقاطعة الدول العربية الداعية لمواجهة الإرهاب لها.
دخلت قطر على الخط في هذا الجانب؛ باعتبار أن مخطط تدويل الحج، والحرمين الشريفين قديم قدم مخطط تقسيم الشرق الأوسط، وتقوده طهران منذ قيام الثورة الخمينية في مطلع عام 1979م؛ إذ كانت تستغل الفريضة في تسيير المظاهرات، دون مراعاة لقدسية - المكان والزمان -؛ من أجل إبداء المواقف السياسية الإيرانية الكاذبة حول الصراع الأمريكي - الإيراني في المنطقة، وقضية فلسطين، وهي - لا شك - عقدية هوياتية صرفة ملبسة برداء سياسي، رغم أن الحديث عن تدويل الحج، والحرمين الشريفين تجاوز كل الخطوط، ولم يعد الأمر محصورا في خلاف سياسي.
الهروب إلى الأمام، يكشف بوضوح عن تناغم السياسات القطرية مع السياسات الإيرانية المعادية للدول العربية، وحجم الالتفاف على المطالب العربية المشروعة، عبر تصعيد إعلامي من قناة «الجزيرة»؛ من أجل أن تنقل معركتها القذرة من ساحة المراوغة الدبلوماسية إلى استغلال الشعائر الإسلامية، وأركانه الطاهرة في أزمتها، - وبالتالي - فليست مصادفة - أبداً - أن تتطابق الدوحة مع طهران، وعلناً - هذه المرة - بإطلاق حديث مؤجج للفتنة، وبلغة تحريضية ظاهرة الأهداف؛ لتكشف حجم تآمرهما ضد السعودية، ودول المنطقة.
فكرة تدويل الحج، والحرمين الشريفين - في جوهرها - تفتقد المنطق، والحكمة، والتبصُّر في عواقب الأمور؛ كونها فكرة بائسة، وغير واقعية التطبيق، بل هي سقطات أخلاقية، تنم عن حقد فارسي، وإفلاس سياسي أحمق، وجهل بحقيقة الدور التاريخي للسعودية في خدمة ضيوف الرحمن، والذي يؤكد على بقاء حق المملكة العربية السعودية في الولاية على الحرمين الشريفين، وجدارتها بتنظيم أمور الحج، وستبقى صاحبة السيادة عليهما، وعلى أراضيهما، بعيداً عن أي تدخل خارجي.