د.عبدالعزيز الجار الله
يتبادر إلى الذهن سؤال: لماذا الإقبال الكثيف على معرض الكتاب الذي يقام الآن في الرياض (معرض كتاب 2018م) والمعارض العربية والإقليمية والدولية حول العالم، واستمرار بناء المكتبات الوطنية وافتتاح المزيد من المكتبات التجارية الضخمة وبقاء تخصص المكتبات في الجامعات؟
لماذا هذا الصرف والاهتمام بالكتاب في ظل التوسع في برامج التواصل الاجتماعي، وتطبيقات أجهزة الاتصال الهاتفي، والتطور السريع في تقنية الاتصال ووسائل التواصل؟
بلا شك أن هناك العديد من الإجابة ومنها أن محورية الكتاب مازالت باقية وإن كنّا في المرحلة الانتقالية التي قد تطول أو تقصر، لكن واقع الحال يبقى الكتاب هو الأساس والحاضن لبناء المحتوى في الموضوعات ذات الشأن المحدد ومن الكتاب تنطلق الوسائل المتعددة: الكتاب الورقي، والكتاب الإلكتروني، وانفوغرافيك، والفيديو، والمسموع، وغيرها من وسائل النشر.
مؤسسات كبرى عالمية منها: وزارات الثقافة، ووزارات الإعلام، وقطاع التعليم العام والجامعات، والمؤسسات الصحفية، ووكالات العلاقات العامة، وهيئات المكتبات، ومراكز المعلومات، والمطابع، ودور النشر، ومراكز البيع، ومن يماثل هذه المؤسسات فهي الحاوي الأكبر للكتاب والحاضن له ولدائرته الفكرية والثقافية والتسويقية، لذا لا بد من الاهتمام والاعتناء بهذه المؤسسات الكبرى بصفتها هي الوعاء والخلية الأم للكتاب بكل تنوعاته وتعدد أشكاله ثم التداخل مع تطور مراحله وانتقاله من حالة إلى حالة، وألا تطغى على المتعاملين مع الكتاب - تطغى - القيمة السوقية ونفقد أهميته المعرفية، لا بد من التداخل مع حالة التغيرات التقنية وتعدد وسائل النشر.
وهذا يتطلب لوائح وأنظمة جديدة تستوعب وسائل النشر الحديثة وتواكب التعدد السريع والواسع للنشر مع إعطاء المؤسسات الكبرى الدور التجاري والإجرائي لتنفيذ مهمة النشر، وأن تتولي أجهزة الدولة الإشراف والرقابة العامة.