الجزيرة - أحمد المغلوث:
بعد نشر إطلالة (ألعابنا الشعبية) مؤخراً اتصل بي أحد الآباء الأفاضل متسائلاً عن كيفية اختيار اللعبة المميزة والمناسبة لأطفاله. فوعدته خيراً وأن تكون إجابتبي عن تساؤله من خلال هذه (الإطلالة) لهذا اليوم. والحق أن ألعاب الأطفال دخلت ومنذ عقود بعيدة مجال الدراسات التربوية التي بدأت توجه اهتمامها لعالم الأطفال. وتشير الخبيرة التربوية « كاثرين جيمس «: إذا نظرنا للأطفال وهم يلهون بألعابهم كأفراد فسوف نجد لكل منهم رغباته واحتياجاته الخاصة وما يفعله هو ما يفضّله ويحبه أو يكرهه لأصبح من السهل علينا التأكد من أن لكل طفل ميل معين لنوع من الألعاب وحبه لها يتجدد. وتضيف كاثرين بعض الأطفال يفضّل الألعاب التي تمثّل أشكالاً وآليات تختلف في الحجم والنوع والبعض الآخر من الأطفال تلهو بجميع أنواع الألعاب وتتفاوت رغباتهم في اللعب من وقت لآخر أو من يوم ليوم حسب نموهم وعمرهم.. هذا ولقد تنبهت العديد من دول العالم لهذا الموضوع. فراحت تهتم بتوظيف رغبات الأطفال في توجيه المصانع والورش المنتجة للألعاب إلى توظيف الأفكار المناسبة والملائمة لمختلف الميول والأذواق، بل إن بعض المصانع والشركات والمؤسسات التي تقوم بتصنيع وإنتاج ألعاب الأطفال تعتمد على دراسات مستفيضة. ومن أهمها الجودة والألوان الجذابة وأن تكون سهلة التركيب في حالة كون اللعبة تعتمد على عمليات التكوين والتجميع. إضافة إلى أهمية توفير كل ماله علاقة بالسلامة. فلا تكون حادة أو قاطعة أو من مواد قد تتسبب في أضرار لمن يمسك بها خلال لعبه ولهوه. ومن الضروري أن تكون اللعبة ممتعة وشيقة ومفيدة وتكسب الأطفال جوانب مختلفة من المعلومات فتزيد من وعيه وحتى ثقافته الطفولية، بل هناك ألعاباً تفجر داخل الطفل الطاقات والمواهب وحتى الابتكار. كأدوات الرسم من أقلام ملونة أو ألوان. أو معاجين الصلصال الملون حيث يساعد هذا المعجون على تعلم الطفل كيف يصنع الأشكال البسيطة واللطيفة. ولا يمكن أن ننسى وجود ألعاب لدي الأطفال مثل السيارات والدراجات الصغيرة التي تعوده على كيفية التحكم والقدرة على السيطرة. والملاحظ أن الطفل يوماً بعد يوم ومع نموه يزداد تركيزه على ألعابه واهتمامه بها، بل إنه يتضايق وربما يغضب عندما يجد أحد الأطفال راح يلعب بلعبته حتى ولو كان شقيقه أو شقيقته. ويؤكد علماء التربية على أن الطفل وعندما يبلغ السن الثالثة تجده يستطيع استخدام يده ونظره جيداً. ولقد لوحأن الأطفال في العمر يفضلون استعمال الأوراق والأقلام للقيام بعملية الرسم أو حتى محاولة الكتابة والخربشة المحببة. وماذا بعد يفضّل الخبراء أن يصحب أولياء الأمور أطفالهم لمحلات ألعاب الأطفال وهي باتت كثيرة ولله الحمد في مختلف مناطق ومحافظات المملكة، بل باتت توجد محلات متخصصة في المئات من ألعاب الأطفال والتي تناسب مختلف الأعمال. وفي السنوات الأخيرة باتت بعض المكتبات الكبرى توفر أقساماً خاصة بكل ما له علاقة بألعاب الأطفال وأدوات هواياتهم البسيطة والمختلفة. وفي هذه المحلات وتلك الأقسام لنترك أطفالنا يختارون ألعابهم بأنفسهم فهذا أفضل مع مراعاة أن نوجه لهم نصائحنا في عملية الاختيار وبأسلوب لطيف ومحبب. فاختيار الطفل للعبته شخصياً تشعره بقيمته وتعزّز من شخصيته، بل ربما راح يعتز بهذه اللعبة كونه اختارها بنفسه.