جدة - ولاء باجسير:
في حوار خاص بالجزيرة مع نائبة البرلمان العراقي بلجنة الإقتصاد والإستثمار النيابية «نورة البجاري» عبرت عن استحالة تنفيذ تحالف جديد للعام الجاري والذي تعمل إيران وحلفائها عليه، وأوضحت أن من غير الممكن احتمالية حدوث تحالف مع ما عانته العراق في العقود الماضية من خسائر والتي كانت بسبب حروب بالوكالة عن إيران وكما جاء في الحوار:
* ما صحة الأنباء المتداوله عن طرح اقتراح مستشار خامنئي بتأسيس تحالف إقليمي مشترك يضم (روسيا وتركيا والعراق وايران والنظام السوري) لمواجهة التحالف الأمريكي بالعراق؟ وما هي الآثار السلبية التي ستقع بسبب هذا التحالف لو تم على العراق؟
- بخصوص التحالف الإقليمي (إيران، روسيا، العراق، تركيا، سوريا) نعم هو مقترح، لكن علينا التفكير هل يمكن تحقيقه أم العكس، وأنا من رأيي أنه غير ممكن تنفيذه لعدة أسباب أولها أن العراق مرتبطة بإتفاقية الإطار التي تضمنت العديد من المحاور بينها بنود أمنية وتعاون عسكري، والقوات الأميركية هي الآن جزء من منظومة الحرب على الإرهاب وتعمل على الأرض العراقية، والعراق لا تستطيع المغامرة والتفريط بعلاقاته مع أمريكا مقابل اللجوء إلى تحالف فيه روسيا رغم وجود علاقة طيبة مع موسكو بالإضافة لوجود تعاون في مجال التسليح، لكن نجد أن هذة العلاقة تأخذ منحا أخر فيما يتعلق بإيران وسوريا مع روسيا فهي مختلفة، كما أن التوجهات الخارجية للعراق هي بإقامة علاقة طيبة مع جميع بلدان الجوار والإقليمية والعالمية، وإقامة تحالفات هدفها مواجهة تحالفات أخرى والعراق ضد هذا التوجه تماماً.
* باعتقادك هل من الممكن أن يكون هناك مواجهه عسكرية مباشرة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران؟ أم أنه أمر مستحيل؟
- المواجهة العسكرية بين إيران وأمريكا احتماله ضعيف جداً، والسبب هو أن تجربة أميركا في العراق وأفغانستان وحجم الخسائر التي تكبدتها ستجعل الولايات المتحدة الأمريكية تفكر ألف مرة قبل خوض أي حرب أخرى خاصة مع دولة مثل إيران، لكنها ستلجأ إلى حرب من نوع آخر وهي الآن قائمة ممثلة باستخدام العقوبات الاقتصادية وتشديد عزل إيران عالمياً أو دعم الحركات الانفصالية داخل إيران نفسها لإضعافها من الداخل.
* ما هي توقعاتك المرتقبة حول المخطط الإيراني بالمنطقة؟
- بشأن المخطط الإيراني على الجميع أن يعي بأن كافة الدول تبحث عن مصالحها سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو غير ذلك فجميع التحركات والمواقف تنطلق من وجود المصلحة، وبرأيي الشخصي (أن على العراق عدم إقحام نفسه في حروب وصراعات نيابة عن دولة أخرى)، فكل ما عانيناه طوال عقود من الزمن هي بسبب الحروب بالنيابة، «بالنسبة للمواجهة - فأنا أسأل»
- من سيواجه من؟
- وهل ستوكل إلينا المهمة من جديد بدفع بلدنا وشعبنا لمواجهة خاسرة مسبقاً؟
فالحرب نتيجتها الخسارة لجميع الإطراف، وإذا كان هناك تدخل إيراني في سوريا أو اليمن أو أي بلد أخرى فهو لوجود مصلحة لديها والمواجهة هي فعلاً حاصلة الآن، فهناك حرب بين اليمنيين ودخلت دول خليجية طرفاً والجميع متضرر وبالخصوص الشعب اليمني تضرر من الانقلابيين، فلذلك علينا أن نبحث عن مصلحة بلدنا نحن أيضاً ونمنع أي تدخل خارجي سواء كان إيراني أو تركي أو غيره وأن ننتبه لتحقيق مصالح بلدنا أولاً وأخيراً.
* ما رأيك في الثورة الإيرانية الشعبية؟ وهل بإمكانها أن تنجح في إسقاط النظام الايراني؟
- الشعب الإيراني يواجه الآن تحديات ومشاكل كبيرة وكثيرة بسبب العقوبات الاقتصادية والتضخم وتراجع قيمة العملة المحلية، والسبب في ذلك هو السياسات المتبعة من قِبل إدارة الدولة الإيرانية وبرامج التسليح وتطوير الأنشطة النووية، واذا استمرت هذه السياسات وتم رفضها من قِبل الدول الغربية الكبرى والمجتمع الدولي سيولد تداعيات داخلية ولا أستبعد (الربيع الإيراني) في حال لم يتم إيجاد منفذ للتفاوض الخارجي وإعادة ترتيب أوضاعهم، ومهما تكن النتائج فأرى أن ما تمر به إيران هو شأن داخلي.
* في حال إذا سقط النظام الإيراني.. هل ستضعف الميليشيات الإيرانية التابعة لها في الدول العربية؟
- أي تنظيم مسلح في أي بلد في العالم يقوى حسب الدعم المقدم له، ويضعف بزوال الدعم، ولكن هذه الميليشيات هي من (ذات الشعب) فمثلاً الحوثيون ليسوا إيرانيين بل هم عرب يمنيون، وكذلك ما موجود في لبنان وغيرها، لكن الذي سيحدث هو تراجع في القوة ومن ثم إلقاء السلاح ووضع حد للتناحر.
* ماذا يعني لك قرار الرئيس الأمريكي الحالي «دونالد ترامب» باعتبار القدس عاصمة إسرائيل؟
- الغرض والمراد من القرار تأجيج الأوضاع ومعرفة حجم ردة الفعل للدول الإسلامية بشكل عام والعربية بشكل خاص، وكانت المواقف محرجة مجرد تنديد هنا وشجب هناك، حتى الجهود الدبلوماسية لن تكون بتلك القوة القادرة على تغيير الموقف أو إلغاء هذا القرار، من وجهة نظري على الدول العربية والإسلامية اتخاذ مواقف أكثر صرامة وأنا لا أعني خيار المواجهة العسكرية بل مواقف للضغط المتواصل.
* أعلن مركز اليونسكو سابقاً أن المسجد الأقصى وقبة الصخرة هو هيكل وهندسة إسلامية بحتة، فكيف تصبح القدس عاصمة لإسرائيل؟
- عندما نتحدث عن القدس أو المسجد فإننا نتعامل مع الأمر ليس من ناحية هندسة معمارية بل هو مكان مقدس ورمز إسلامي ومن غير الممكن المساس به كون الأمر سيثير مشاعر ملايين المسلمين في عموم دول العالم.