رقية سليمان الهويريني
يثار الحديث ويطول الجدل حول ترتيب مواعيد الآذان والصلاة في المساجد، لاسيما في الوقت الحالي الذي تبدو الحاجة ملحة له طالما في الأمر سعة وتوسيع للمسلمين.
ففي حين يُرفع أذان الظهر في الرياض شتاءً حوالي الساعة 11:35مما يسبب إرباكاً للمحلات التجارية التي لا تفتح أبوابها إلا عند العاشرة صباحاً، وكذلك المدارس والدوائر الوظيفية المرتبطة بالمراجعين، وكذا مواعيد المرضى في المستشفيات برغم أنه يمكن امتداد الوقت وتحديد الصلاة الساعة (الواحدة ظهراً) لجميع مناطق المملكة، وفيه ينصرف المعلمون والطلبة من مدارسهم ويؤدون الصلاة في المساجد بدلاً من المدرسة؛ وما يرافق ذلك من ازدحامٍ في أماكن الوضوء وتهيئة الطلبة للصلاة.
وتبعاً لذلك تحدد صلاة العصر عند الثالثة والنصف عصراً لجميع مناطق المملكة، وتكون صلاة المغرب بحسب غروب الشمس لكل منطقة، مع مراعاة تقليص الوقت بين الأذان والإقامة إلى خمس دقائق فقط. وتحدد صلاة العشاء (التاسعة مساء) حيث تغلق المحلات التجارية تماماً ولا تفتح إلا في الغد، وعند العاشرة تغلق المطاعم، وهذا له فوائد أمنية واقتصادية واجتماعية لا تخفى على أحد؛ منها رفع المشقة عن الناس لضيق الوقت وازدحام المدن وصعوبة المواصلات والحشد المروري. وكذلك مردوده الإيجابي على الأسرة التي تشهد تشتتاً وفوضوية بسبب تأخر بعض أفرادها بالعودة للمنزل وضعف التواصل بينهم، وما يتبعه من التأخر في النوم وصعوبة الاستيقاظ لصلاة الفجر.
ولعل البعض يتحرج من هذا الاقتراح ويتوقع أنه سيخل بواقع الصلاة، الركن الثاني العظيم من أركان الإسلام. والحق أن الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمن وتتناغم مع واقع الحياة المعاش تحقيقاً لقوله تعالى «ومَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ». وقوله عليه الصلاة والسلام (إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ).