د. خيرية السقاف
المتمعن في شخصية الأمير النابه الشاب الطموح, المفكر النشط, الحالم بسعة, المجتهد بمثابرة, الساهر المنتج, محمد بن سلمان سيجد فيه نمطا نادرا لمن قُدِّر له أن يكون بكل هذه السمات , ولمن قُدِّر له معها أن يكون الأمر بيده فاتخذ منه مزلاجا لفض الصعاب, ومفتاحا لمُغلَق الأبواب, ومجدافا في يم صِعاب, ومصباحا في ظلمة وضباب,..
إنه لم يدع لعمره الغض أن يمتح من الحياة كنظرائه, ولا أن يبذلها في غير هدف بعيدٍ يقتنصه في يده ليصنع منه عجينة لنَمْذَجَةِ وطنه, فهو لا يقف عند منعطف جمود, ولا هيمنة فكر, ولا قبضة تطرف بل يقضها, ويتجاوزها, فجاء بعنفوان شبابه, ووقيد طموحه, وإمكانات قيادته, وغايات تطلعاته, ليجعل من الحلم واقعا, ومن المجداف مقودا, ومن البحر سفينة, فرؤيته لسنة 2030 وما سيكون قد تحقق فيها من تطلعات فاخرة للوطن شاسعة الاتجاهات, مدهشة المآلات, شكَّل فسيفسائها التي كوَّن منها محاورها, وأسس لها خطوطها, وسير إليها من ثم مرافق الوطن, وأناسه, بسرعة فائقة, وتقدم متوال, وخصَّها بكل نبضة فيه, وبكل ما يتسم به من مقدراته الذاتية, وخصائصه الشخصية المميزة له كأنموذج مفاجئ , طموح, وفاعل, لقد قبض على مفاتيح الصهاريج التي كانت تهدر في يباب, ورهنها قيد فتح الأبواب, نحو الأسباب, بتفسير كل علة للجميع, دون مواربة, ولا حجاب, فالعمل على الخروج منها بالأفعال لتصبح كل جزئية في مشروعها قيد التنفيذ.
ليل نهار هو وفُرق العمل على أهبة التشاور, والقرار, والتنفيذ في كل مجال, وأي اتجاه..
لا يأخذه في شأن التطهير, فالخلوص في العمل بشفافية فائقة تردد, ولا ميل, فهو شخصية لا تقبل الدَّكن, ولا العمل على وجهي النوايا, لذلك كان قاسيا صارما مع كثير ممن كانوا معه بالأمس على طاولة التشاور, والتنفيذ, فأقصاهم بنظرة عادلة حين وقف على أنهم لم يكونوا على قدر الثقة, وحمَّلهم نتائجهم, ثم مضى يتجاوز بسرعة الفارس في المضمار , بل المركبة في الفضاء نحو ما وضع من أهداف..
لذا استطاع أن يقلب الطاولة بلا هوادة على كل بالٍ, ضامر, كالح, معتم, تحت أنقاض, بعيدا عن المتناول, أو مُطمسا في إهمال, سواء في بطن طائر, أو في عمق جوف, أو خلف أكمة, فيحضره على منصة التغيير المذهل, المتسارع..
«محمد بن سلمان» شخصية قادرة على الاحتواء, وعلى التكليف, جعل من الشباب هدفا, ومحورا, وفاعلا..
أخذ بعنان جُواد المرحلة نحو أهداف بعيدة لتغيير الواقع النمطي للمجتمع إلى واقع أكثر حركية, وتفاعلا, وسعة في كل الوطن ليتعايش كل الناس في أمان, وتناظر في الداخل, بتماثل مع شعوب الأرض المتقدمة, المتطورة ,المنجزة بلا تأخر مع تسارع دواليب العالم تحضرا, وإنجازا..
المتأمل في شخصيته ومزاياه, والمتتبع لكل حركاته, داخل الوطن وخارجه, والمبحر بعمق في أحاديثه مع أفراد المجتمع, أو عبر قنوات إعلامية خارجية باختلافها, سوف يدرك يقينا أنه الرجل اللماح, ذو البديهة, والقريحة, والعزيمة, والنظر, الذي حط من كوكب الأحلام, إلى واقع الآمال..
إذ كلما تمعنت في حديثه, أو أصغيت لإجاباته في لقاءاته, أو قرأت عن قراراته, ومبادراته بتجرد تام, اطمأننت إلى أن في التغيير الهادف حلما فرَّ فأعاده, وأمنية رُسِمت فشخَّصها, وصوتا صمت فنطَّقه, وعزائم وهنت فأشعلها..
وفقه الله, وحرسه, وأعانه, وسدده, ونصره, وآزره, وأطال في عمره ليحقق طموحاته, وجعله على الحق دوما, وعند الثغر مفتاحا.