يوسف المحيميد
ظللنا لسنوات طويلة نعرف مشاكلنا، ونراها بوضوح، لكننا لا نبادر بحلها، وهذا ما جعلنا نجلس فوق ركام من الأخطاء والعثرات، من بينها اضطرار كثير من الأسر السعودية إلى استقدام عاملة منزلية كي تجلس مع الأطفال في المنزل بسبب عمل الأم، ورغم أن ذلك لم يكن حلا عمليًّا، إلا أننا لا نجد حلا سواه، مع ما فيه من تكاليف باهظة، وعدم ثقة بعاملة منزلية جاهلة، وربما عزباء، لا تعرف أبجديات التعامل مع الأطفال في المراحل المبكرة.
مؤخرًا سمحت وزارة العمل للسعوديات بالاستثمار في مراكز حضانات الأطفال داخل الأحياء، ووضعت شروطًا مهمة للموافقة على ذلك، وهو يحقق هدفين مهمة في الوقت ذاته، فتح المجال للمستثمرات السعوديات من جهة، وإيجاد بيئة مناسبة وبكلفة مناسبة لأطفال الأمهات العاملات، خاصة مع تطبيق برنامج جديد أطلقته الوزارة، يختص بدعم الأم العاملة التي لا يزيد مرتبها عن ثمانية آلاف، وذلك بمبلغ 800 ريال شهريا عن الطفل الواحد، وبحد أقصى طفلين، ويستمر الدعم حتى يبلغ الطفل أربع سنوات. كما أقرت الوزارة فتح الحضانات بالمراكز التجارية والطرق العامة، وذلك تسهيلا لعمل المرأة الأم في المراكز التجارية، بحيث يكون طفلها بالقرب منها، إضافة إلى برنامج نقلها إلى عملها، بحيث يتحمل صندوق الموارد البشرية 80 بالمائة من تكاليف نقل المرأة العاملة.
أعتقد أن الالتفات إلى تفاصيل صغيرة في يوميات المرأة العاملة هو ما سيسهم في إقبال السعوديات، بالذات الأمهات، على العمل، والانخراط في خدمة الوطن، وكذلك إحلالهن بطريقة عملية ومقنعة مكان العمالة الوافدة.
هذه الخطوات مهمة للغاية في تشجيع المرأة السعودية على الاستثمار في مراكز الحضانات داخل الأحياء والمراكز التجارية، وكذلك مساعدة المرأة العاملة في تسهيل حياتها العملية بما ينعكس على إنتاجها وأدائها. شكرًا وزارة العمل على هذه الخطوات التصحيحية، فنحن الآن نقوم بعملنا فعلا تجاه وطننا بكل أمانة وإخلاص.