عبدالله العمري
القرارات الكثيرة والمتتالية التي تصدرها غرفة فض المنازعات بالاتحاد السعودي لكرة القدم ضد معظم الأندية السعودية، بشأن إخلالها بتسليم لاعبيها مستحقاتهم المالية بعد توقيع عقود إحترافية معهم وعدم إحترام هذه العقود المبرمة فيما بينهم، بسبب عدم إلتزام الاندية بتسديد قيمة هذه العقود، هي قرارات تستوجب الوقوف عندها كثيراً، كما أن البيان الإعلامي الذي صدر قبل عدة أيام من الاتحاد السعودي لكرة القدم، ويطلب فيه من جميع الأندية السعودية بضرورة احترام عقودها المبرمة مع اللاعبين الأجانب والإيفاء بمستحقاتهم المالية في موعدها، وذلك تجنباً لصدور قرارات قوية من غرفة فض المنازعات وأوضاع اللاعبين بالاتحاد الدولي لكرة القدم ربما تصل إلى المنع من التسجيل لأكثر من فترة تسجيل لأي نادٍ، بين مايحدث في غرفة فض المنازعات بالاتحاد السعودي والاتحاد الدولي ضد العديد من الأندية السعودية، فيه دلالة كبيرة أن الأندية السعودية جميعها تعاني من خلل كبير في الكيفية والطريقة التي تدار فيها من قبل مجالس إداراتها، فهي المتسبب الرئيسي بما يحدث لأنها باختصار إدارات متطوعة وغير محترفة تشرف على لاعبين محترفين يتقاضون ملايين الريالات.
فموسم بعد آخر ومعه تزداد وتتفاقم فيه معاناة أنديتنا مالياً وتتراكم عليها القضايا المالية من كل جهة، ورغم أن هذه الإشكالية متفشية بالأندية السعودية منذ سنوات طويلة، إلا أننا لم نرَ أي حلول قوية حتى اليوم تضع حداً لتزايد ديون الأندية السعودية وتراكمها بهذا الشكل المخيف.
فعلى الرغم من الانخفاض الفني الكبير لأداء اللاعب السعودي في السنوات الأخيرة والذي بسببه ابتعدت منتخباتنا وأنديتنا عن الألقاب القارية منذ سنوات طويلة، إلا أن لازلنا نجد بعض مسؤولي الأندية عند نهاية عقد أي لاعب لديها تسارع في تقديم له عرض احترافي بالملايين يفوق مداخيل النادي واستثماراته، وتدخل أندية أخرى على خط المفاوضات أيضا وتزايد بعرضها المادي، والكاسب بهذه المزايدات هو اللاعب فقط وبعد التوقيع وانطفاء الفلاشات وانتهاء الفرحة الوقتية التي صنعتها الإدارة لجماهير ناديها، يصحو النادي متأخراً على ورطة كبيرة في كيفية تسديد مستحقات العقد الجديد للاعب، لجنة الاحتراف سبق وأن أصدرت قراراً إلزامياً بوضع حد سقف محدد لعقود اللاعبين المحترفين، إلا أن هذا القرار بات حبرا على ورق ولم تعيره الأندية أي اهتمام وأصبحنا نشاهد عروضا خيالية للاعبين تفوق السقف المحدد بأضعاف كبيرة وتوقع معهم عقود بالباطن (على عينك ياتاجر).
مسؤولو الأندية لدينا يجب أن يكونوا أكثر احترافية عند البدء في مفاوضة أي لاعب فمن حق أي إدارة أن توقع مع اللاعب المميز لكن بعيداً عن إرهاق خزائن الأنديه بعقود مبالغ فيها، وأن يكون العرض المادي موازيا لأداء اللاعب الفني وفق تقارير فنية من الجهاز الفني المسؤول عن الفريق.