فهد بن جليد
علينا أن نفكر فيما بعد تنفيذ قرار توطين الوظائف في قطاع تأجير السيارات - ليس بالبحث عن القطاع اللاحق في هذه المرحلة - بل لناحية تجويد العمل أولاً ودعم استقراره بتنمية المهارات فيه, وهذا يبدو واضحاً مما تقوم به وزارة العمل والتنمية الاجتماعية و(أذرعها المُساندة) كصندوق تنمية الموارد البشرية (هدف).
قضية دوام الفترتين (الصباحية والمسائية) تبدو العقبة الأكبر التي تواجه الشبان السعوديين العاملين حديثاً مع بدء سريان تطبيق قرار التوطين، ويمكن تجاوزها بمنح مُميزات مالية لمن يعمل بنظام الشفتين (المُقسَّمة) أو الاستعانة بأكثر من موظف في المكتب الواحد ممَّا يزيد من مُعدل ساعات العمل اليومية، ويعني فرص ربح أكبر، فمثل هذه العقبات واجهت سابقاً قطاعات أخرى بداية توطينها بالكامل، ولعلَّ أشهرها نظام العمل في المصارف والبنوك, فلا يجب أن تكون هذه عقبة يُردِّدها أصحاب مكاتب التأجير.
احتضان مدينة جدة لأول (فتاة سعودية) تعمل في مكتب تأجير سيارات، أمر يؤكد جدية الخطوة نحو توفير المزيد من الوظائف وفُرص العمل للشباب السعودي من الجنسين، فحضور المرأة الواعد هنا, له أهميته في تهيئة هذه المكاتب حتى تتكيف مُبكراً مع قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة المُرتقب بعد نحو ثلاثة أشهر من الآن، إضافة لقيامها ببعض الأعمال التي يمكن أن تبدع فيها وتتقنها بشكل كبير.
كان لزاماً - برأيي - أن تُظهر وزارة العمل والتنمية الاجتماعية هذا القدر الكبير والواضح من الحزم والصرامة في تطبيق القرار بجدية، من خلال الجولات التفتيشية المُشتركة التي قامت وتقوم بها مُنذ بداية هذا الأسبوع مع الجهات المُختصة للتأكد من تطبيق قرار توطين الوظائف المشمولة في هذا القطاع بالشكل الصحيح وتنفيذه على أكمل وجه لدى جميع المنافذ وعند مقدمي الخدمة في مُختلف مدن ومناطق المملكة، وفي ذات الوقت القيام بتدريب الراغبين في العمل في هذا السوق عبر برنامج دروب الذي أتاحه صندوق تنمية الموادر البشرية لتدريب وتأهيل السعوديين لشغل سلسلة الوظائف التي يتيحها ويوفرها القطاع (كعاملين) مع فتح فرص الاستثمار فيه لاحقاً.
المشهد أمامنا يتغير بمُعادلاته الجديدة، فالخاسر هو من أصرَّ من المُستثمرين على إغلاق مكتبه تهرباً من تطبيق قرار التوطين رغم انخراط المواطنين للعمل فيها بكل جدية وقبول، مع تعدل سلم الرواتب المدعوم من (هدف) خلافاً للعمولات التي كانت تذهب لجيوب إخواننا المُقيمين سابقاً، وتشكل لهم دخلاً مُجزياً نظير مجهودهم ومُثابرتهم، وهو ذات الدور الذي يمكن أن يقوم به أبناؤنا بكل اقتدار, لتصحيح الصورة الكاملة للعمل في هذا القطاع.
وعلى دروب الخير نلتقي.