«الجزيرة» - دبي - محمد المنيف:
يختتم معرض أرت دبي دورته الثانية عشرة التي أقيمت على مدى سبعة أيام بدءاً من يوم الأحد الثامن عشر من مارس ويختتم غداً السبت الرابع والعشرين بمشاركة متميزة من 105 معارض فنية من 48 بلداً ويحظى في كل دوراته برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أسهمت في إقامته هيئة دبي للثقافة والفنون الشريك الاستراتيجي للمعرض والداعم للبرنامج التعليمي على مدار العام وشراكة مع مجموعة أبراج ورعاية جوليوس باير وبياجيه واستضافته مدينة جميرا استقبل بعد افتتاحه بحضور لافت من الجمهور وجولات متعددة للمسؤولين من مختلف دول المنطقة والإمارات العربية المتحدة ومن دول العالم من المتخصصين في الفنون وتسويقها عوداً إلى أهمية المعرض باعتباره المعرض الرائد في المنطقة بجمعه أهم الأعمال الفنية المعاصرة من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا وعلى مدى أحد عشر عاماً لتأتي نسخته الثانية عشرة كما جاء في بيان المعرض بمشاركة متميزة عزز بها موقعه الريادي في الساحة الفنية الإقليمية ووفر لمرتاديه نظرة غير مسبوقة لمعارض فنية إقليمية جديدة لم تجد طريقها إلى المحافل العالمية من قبل تعرض أعمالها جنباً إلى جنب مع كبرى الأسماء العالمية المعروفة، كما شمل المعرض أكبر نسخة من برنامج مودرن للفن الحديث ليحافظ على تفرده بكونه المنصة التجارية الوحيدة في العالم التي تعرض أعمالاً متحفية لفنانين من مناطق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا إضافة إلى ندوة مودرن السنوية للفن الحديث التي تبحث في حياة وإرث عمالقة الفن الحديث في هذه المناطق من القرن العشرين وقد شهدت نسخة 2018 من آرت دبي كما أضاف البيان إضافة صالة عرض جديدة تحت عنوان «رزيدنتس» والمخصصة لعرض أعمال متميزة لفنانين أقاموا في الإمارات ضمن برنامج إقامة فنية فريد من نوعه.
ويتميز آرت دبي ببرامجه الفنية والثقافية التي تتجاوز أروقة المعرض مثل الذكرى العاشرة لجائزة أبراج للفنون ومنتدى الفن العالمي الذي يبحث هذا العام فكرة الأتمتة والروبوتات إضافة إلى سلسلة من الأعمال التفويضية لمجموعة جي. سي. سي. الفنية الخليجية في عمل تشاركي يرحب بالجمهور ضمن أروقة آرت دبي تحت عنوان «صباح الخير جي. سي. سي.» فضلاً عن برامج خاصة بعد ساعات عمل المعرض وزيارات حصرية لمجموعات ومساحات ومعارض ومؤسسات فنية وثقافية في مختلف إمارات الدولة، كما يعزز المعرض بصمته الفنية والثقافية من خلال فعالياته الفنية والتعليمية المتواصلة على مدار العام مثل كامبس آرت دبي لتعليم الفنون وهو برنامج تعليمي يقدم التدريب المهني لفناني الجيل القادم وكذلك سلسلة «آرت دبي بورتريتس» وهي سلسلة أفلام قصيرة تسلط الضوء على فنانين من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا وأعمالهم ونشاطاتهم الفنية.
شراكة مسك لبرنامج آرت دبي مودرن
عبر برامج شراكة حصرية بين آرت دبي ومعهد مسك آرت . شملت عددًا من الفعاليات من خلال جناح معرض «آرت دبي مودرن للفن الحديث» وشمل البرنامج كما جاء في بيان خاص بالشراكة عقد «ندوة مودرن» مع إقامة معرض خاص يدعمه المعهد بعنوان «في غمار الحياة القاسية» يُقدم أعمالاً تنتمي للحركة الفنية الحديثة في العالم العربي؛ حيث يقدم الجناح نخبة من التشكيليين العرب. إضافة إلى نشر دراسات تتناول تلك الأعمال. كما سيُقدم أول عرض تعريفي بفيلم «إطلالة نحو السعودية»، يعتمد تقنية الواقع الافتراضي، ويستعرض بعيون معاصرة بعض الجوانب المحلية في المملكة العربية السعودية.
ويسلط معرض (في غمار الحياة القاسية) الضوء على خمسة مجموعات ومدارس فنية حديثة عبر خمسة عقود من الزمان (1940 - 1980م) وفي خمس مدن عربية، وهي جماعة الفن المعاصر في القاهرة (أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين)، وجماعة بغداد للفن الحديث (خمسينيات القرن العشرين) ومدرسة الدار البيضاء (ستينيات وسبعينيات القرن العشرين) ومدرسة الخرطوم (ستينيات وسبعينيات القرن العشرين) ودار الفنون السعودية في الرياض (ثمانينيات القرن العشرين). ويستعير المعرض عنوانه من البيان التأسيسي لجماعة بغداد للفن الحديث سنة 1951م ليعكس شغف هؤلاء الفنانين ومشاركاتهم الفنية الغنية في الحركة الحديثة للفن، كل في سياقاته وظرفه الزمني سياسياً واجتماعياً؛ حيث يبرز المعرض من خلال أعمال هذه المجاميع أوجه الاختلاف والتناقض وكذلك الشبه التعبيري في الفن الحديث في مختلف أنحاء العالم العربي. يضم المعرض 75 عملاً تعود إلى 29 فناناً من 25 مجموعة فنية و15 مدينة حول العالم حيث تعرض أعمال كل من فرج أبو حسين، حسين يوسف أمين، محمد عطاالله، فريد بلكاهية، محمد شبعا، أحمد شرقاوي، وبشير دمناتي، عبد الهادي الجزار، جيلالي غرباوي، سليم الحبشي، محمد حمدي، كمالا إبراهيم إسحاق، محمد قاسمي، عمر خيري (المعروف أيضا باسم جورج إدوارد)، محمود خليل، محمد مليحي، عبد الحليم رضوي، ماهر رائف، سمير رافي، علي الرزيزا، شكر حسن السعيد، إبراهيم الصلاحي، محمد السليم، جوديم سليم، لورنا سليم، نزيهة سليم، إسماعيل الشيخالي، أحمد شبرين، عبد الرحمن السليمان، ويصاحب المعرض كتيب بالعربية والإنجليزية يضم شرحاً مصوراً للوحات المعروضة ومقالات لخمسة باحثين بارزين منهم د. ندى شبوط، المؤرخة الفنية وأستاذة تاريخ الفن والمسؤولة عن مبادرة الدراسات الثقافية العربية والإسلامية المعاصرة (CAMCSI) في جامعة نورث تكساس والمستشارة الأكاديمية في اللجنة المشرفة لآرت دبي مودرن. علماً بأنّه يُشرف على هذا المعرض غير المخصص للبيع كل من د. سام بردويلي ود .تيل فيلراث وهما مؤسسا منصة آرت ريؤرينتد ورئيسا مجلس مؤسسة مونبلان الثقافية وقيّمان ضيفان في اللجنة الاختيارية لآرت دبي.
معهد مسك للفنون
يُعد معهد مسك للفنون أحد الروافد المهمة لمؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود «مسك الخيرية»، وهي مؤسسة غير ربحية فاعلة في صناعة الأجيال وبرؤية عصرية تتوق إلى التقدم ومواكبة العالم المتجدد ويشكل المعهد مركزاً رائداً لثقافة الفن والإبداع بمختلف أشكالهما في المملكة العربية السعودية، إذ يختص بإنتاج أوجه الأعمال الفنية، الحديثة منها خاصة، ورعايتها وانتشارها، وتمكين المواهب المبدعة بصفتهم ركيزة أساسية في المجتمع، وصقل تجاربهم وتوسيع رقعة حضورهم والتعريف بهم عالمياً. ويعمل المعهد على توثيق الصلات بالتجارب الأُخرى، والتبادل المعرفي وتنويعه وعقد اللقاءات الحضارية النوعية مع الآخر، وذلك عبر جسور عديدة مثل إقامة المعارض والفعاليات الدولية، وإنشاء شبكة اتصال للمبدعين في العالم، إضافة إلى تنفيذ برامج تعليمية خاصة بالإبداع والفنون في المدارس والجامعات داخل المملكة العربية السعودية..
وتنصب رسالة المعهد في ترسيخ الثقافة الفنية داخل المجتمع والارتقاء بها، وتفعيل اقتصادها القائم على المعرفة والتعليم. أمّا أبرز أهدافه فهي نشر إرث المملكة العربية السعودية وتاريخها الثقافي برؤية حديثة تتسم بالأصالة، وإثراء معارف المجتمع بقيمة ورسالة الإبداع والفنون، وبناء الشراكات مع المراكز والمعاهد الإقليمية والدولية ذات الاختصاص والاهتمام، ويسعى المعهد في العمل إلى تكوين مجموعة متنوعة الاتجاهات وفاعلة في التأثير داخل الأوساط تُمثل أوجه التعددية الثقافية وتُقدم صورها المختلفة في صناعة الإبداع والخطاب المشترك.
برنامج الرسامين الصغار في آرت دبي
من جانب آخر وضمن معرض ارت دبي في نسخته الثانية عشرة، انطلقت النسخة السادسة من «برنامج سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين (والمخصص للرسامين الصغار) الفئة العمرية من (5 إلى 17) سنة والذي يهدف إلى تشجيع الأطفال الموهوبين وتنمية قدراتهم الفنية، بتوفير فرص تعليمية فريدة من شأنها تطوير أدواتهم وصقل مهاراتهم وإثراء معرفتهم بالفنون وأشكالها المختلفة من خلال مشاركتهم في المعارض والفعاليات الفنية والثقافية التي تقام على مستوى الدولة تحت إشراف الفنانة اليابانية - الأسترالية هيرومي تانغو على ورش العمل المتنوعة التي تقام ضمن النسخة الجديدة من البرنامج تحت شعار «عطاء الطبيعة»، والتي يسعى خلالها الأطفال المشاركون إلى استكشاف الطبيعة من خلال أعمال فنية ترتكز على النخلة باعتبارها رمزاً ومكوناً أساسياً من مكونات الطبيعة في دولة الإمارات، وتعتمد على الطرق التفاعلية لتواصل الإنسان مع الطبيعة المحلية وما تمنحه من عطاء وكيفية مساهمتها في صحته وجميع نواحي حياته، وستوفر ورش العمل التفاعلية فرصة معرفية ثرية بالفن، تُعَرِف الأطفال على أنماط فنية حديثة حافلة بالألوان والأضواء والمواد والأشكال. وقالت المها البستكي مدير المكتب الثقافي لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم إن النسخة السنوية من البرنامج، والتي يتم تنظيمها خلال «آرت دبي»، تعكس التزام سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم بدعم المواهب الفنية في دولة الإمارات من خلال إشراكهم برامج ومبادرات منتقاة بعناية بالتعاون مع فنانين عالميين، وانطلاقاً من أهمية الدور والرسالة التربوية والتعليمية التي يمكن توجيهها للأطفال عبر الفن.