د.عبدالعزيز الجار الله
ستبرز الأيام القادمة قضية حفلات تخرج طلاب وطالبات الجامعات، يطول الجدل أو يقصر، رغم أنها ابسط حقوق الطالب أن يحتفل في جامعته مع زملائه الطلاب وبحضور الأهل وبخاصة والديه الأب الذي ينتظر هذه اللحظة - لأن السن الإلزامي للتعليم من دولتنا ومن الأسرة هي درجة البكالوريوس، وبعض الدول الدراسة الإلزامية تعتبرها المرحلة الثانوية، ودول أخرى تقف عند المرحلة الإعدادية - والأم (نبع الحنان) ورباط الجأش للأسرة التي تعبت وسهرت وأكثرت الدعاء والصلاة ترجو الله أن يحقق لها أمنية التخرج، فالأم هي المعنية في تخرج الطالب والطالبة.
بعض الجامعات الحكومية والأهلية وحتى في مرحلة الثانوية ومنذ زمن قديم تقيم حفلات التخرج في صالة واحدة المدرج الأرضي الرجال والطلاب، والمدرج العلوي للأمهات والشقيقات، في صالة واحدة تختلط فيها عند استلام الشهادات والتفوق وإعلان الأسماء وظهور الصور على الشاشات تختلط التبريكات والأدعية والزغاريد والصيحات والدموع وبكاء الفرح، والأمهات والأباء يلتقون بالأبناء في ساحات الجامعات ليطبعوا أغلى القبلات على رأس وجبين الوالدين وفاء ومحبة واعترافا لهما بالجميل، وهؤلاء الأبناء هم من تخصصات الطب والهندسة والعلوم الطبية والصيدلة والشريعة والحاسب والقانون والمحاسبة والإدارة أي ستقع عليهم مسؤولية تحمل إدارة بلادنا وحياتنا بعد توفيق الله ورعايته، ومن يعود لتسجيلات اليوتيوب ومواقع الجامعات وقنواتها سيجد هذه الصور والفيديو بعضها يعود إلى ماقبل عام 2000م الميلادي.
الجديد في الأمر توجه العديد من الجامعات -البعض نفذ- ممن لديهم مدينة جامعية وصالة رياضية مدرج للملعب الرياضي قررت الجامعات إقامة حفل تخريج الطلاب داخل الصالة كي تعبر مسيرة الطلاب من مضمار الصالة الرياضية وخصصت مقاعد للأسر والأمهات وباقي أفراد العائلة القريبة للحضور ومشاركة الأبناء فرحة التخرج، ففرحة التخرج قد لايعادلها فرحة أخرى تشترك الأسرة فيها إذا استثنينا فرحة الزواج وتملك السكن فهي فرحات شخصية.
الجامعات السعودية أصبح لها إمكانات يمكن الاستفادة منها: مساحات المدن الجامعية والصالات الرياضية تمكنها من إقامة حفلات التخرج، وتطوير الفكرة لتقديم نموذجا يتيح للأسرة الحضور المباشرة لمشاهدة حفلات ومناسبات الجامعة.