عروبة المنيف
احتفل العالم في العشرين من مارس الحالي بيوم السعادة العالمي، وتبعه يوم الأم في 21 من ذات الشهر، وقد شهدنا تميز يوم الأم في هذه السنة عن غيره من السنوات السابقة، فالاحتفالات شملت الجميع، حتى احتفل الموظفون في بعض الشركات بأمهاتهم وفي مقر أعمالهم وعلى طريقتهم، وشاركت الشوارع الفرحة أيضًا ونشر المتطوعون عبير الورد بإهدائهم وردة لكل أم يقابلونها، حتى صالون التجميل الذي ارتاده، فقد أدخلوا السعادة في قلوب الأمهات بتوزيعهم للورد والفرح والحب.
شعرت بالارتباط بين تتابع هذين اليومين، يوم السعادة ويوم الأم، فعند سؤالنا أي أم عن أمنياتها لأطفالها، تجيب بتمني السعادة لهم على الدوام. ولكن كيف يمكن للوالدين تعليم السعادة لأولادهما؟
دراسات عديدة أكدت أن هناك عشر خطوات ينبغي اتباعها من الوالدين لجعل أولادهما أكثر سعادة، فالأولاد السعداء أكثر نجاحًا في العمل وفي الحياة الزوجية والاجتماعية ويحصلون على معدلات أداء عالية ولديهم وظائف مرموقة ورواتب أعلى من «غير السعداء». وسأعرض عليكم تلك الخطوات لعلها ترشدنا وأولادنا لطريق السعادة المأمول.
أولى تلك الخطوات تبدأ من الوالدين، بأن يكونا هما أنفسهما سعيدين، فالعلاقة بين شعور الوالدين بالإحباط وبين السلوكيات السيئة لأطفالهما قوية جدًا والوالدان السعيدان لديهما أطفال سعداء وليس هناك أي مكونات جينية في ذلك.
الخطوة الثانية، تؤكد على تعليم الأطفال بناء علاقات جديدة وتشجيعهم على المبادرات وتعليمهم كيف يكونوا لطفاء معطاءين مع الآخرين.
الخطوة الثالثة، على الوالدين تقبل بذل المجهود من أولادهما لا السعي من أجل الكمال، فالوالدان اللذان يطلبان من أولادهما تحقيق معدلات عالية في المدرسة تكون احتمالية معاناة أولادهما من القلق والاكتئاب وتعاطي المخدرات عالية مستقبلاً مقارنة بغيرهما ممن امتدح ذووهم مجهوداتهم لا قدراتهم الطبيعية.
الخطوة الرابعة، تعليم الأطفال التفاؤل، لأنه مرتبط بالسعادة، والمتفائلون أنجح في كل شيء وصحتهم أفضل وعمرهم أطول مقارنة بالمتشائمبن ممن يعانون القلق والإحباط والاكتئاب.
الخطوة الخامسة، تعليمهم الذكاء العاطفي، بمساعدتهم في التعبير عن مشاعرهم والتحقق من صحتها وبأنها مشاعر طبيعية ينبغي الاعتراف بها وقبولها.
الخطوة السادسة، مساعدتهم في تبني عادات سعيدة كالابتسام والضحك والمرح، وعدم توقع الكمال منهم.
الخطوة السابعة، تعليمهم الانضباط فهو يساعدهم على النجاح أكثر من الذكاء.
الخطوة الثامنة، منحهم الفرصة ليلعبوا أكثر، وقد أسهمت التكنولوجيا في افتقاد الأطفال لمتعة اللعب، فاللعب ضروري لينموا ويكبروا ويتعلموا، وقلته تؤثر في تطورهم العاطفي والإدراكي.
الخطوة التاسعة، تجهيز البيت للسعادة، نحن نتأثر ببيئتنا، ومن أهم التجهيزات البيئية التي تزيد السعادة هي التقليل من متابعة التلفاز، للعلاقة الطردية بين قلة مشاهدة التلفاز والشعور بالسعادة.
الخطوة العاشرة، تناول طعام العشاء مع الأولاد، إنها قاعدة بسيطة ولكنها فعالة في جعل الأطفال أسعد، لأنها تسهم في استقرارهم العاطفي فلا يلجأوا للمخدرات وبالتالي للاكتئاب.
تلك الخطوات العشر كما كشف عنها الباحثون هي خطوات بسيطة في مجملها ولكنها فعالة في نتائجها والأم هي الأقرب من أبنائها وتأثيرها عليهم أكبر ومجهوداتها لإسعادهم لا تتوقف، ونتمنى لكل الأمهات رؤية البسمة والسعادة على وجوه أبنائهم كل يوم، ليكون كل يوم عيد سعادة وعيد للأم، حفظ الله أولادنا وجعلهم سعداء دائماً.