«الجزيرة» - بندر الايداء:
اعتمدت الجامعات والمعاهد السعودية رسميا منهج «كفاءة الطاقة» ضمن مقرراتها الدراسية وكشفت مصادر «الجزيرة» بأن المركز السعودي لكفاءة الطاقة خطا نحو استحداث منهج عن كفاءة الطاقة لطلاب الكليات التابعة لمؤسسة التدريب التقني والمهني. كما استحدث بالتعاون مع الجامعات منهج كفاءة الطاقة لطلاب الكليات الهندسية في الجامعات، وتم إدراج المناهج حتى الان في خمس جامعات هي جامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الملك سعود، وجامعة الملك فهد وجامعة القصيم، وجامعة تبوك.
وبحسب «المصادر» تأتي هذه الجهود في سبيل ترسيخ كفاءة الطاقة للأجيال وعزا المركز هذه التوجهات الاكاديمية والعلمية ببرامج تدريبية متعددة ومتنوعة لإرساء دعائم ثقافة كفاءة الطاقة، حيث نظم 43 برنامجاً تدريبياً متنوعاً في مجال كفاءة وإدارة وتدقيق الطاقة استفاد منها 900 شخصية من عدة جهات.
وشملت مجالات التدريب أخصائيين في القياس والتحقق (CMVP)، ومدققي طاقة معتمدين (CEA)، ومديري طاقة معتمدين (CEM)، حفظ الطاقة في المصانع، حفظ الطاقة في المباني، تدقيق الطاقة. وفي اطار توجهات تطوير القدرات المحلية في مجال كفاءة عمل المركز على تأهيل واعتماد 148 مختصاً من قبل الجمعية الأمريكية لمهندسي الطاقة (AEE) فضلاً عن تأهيل واعتماد 7 مدربين محليين من قبل الجمعية. وكان مختصون قد اقترحوا عبر «الجزيرة» في مايو 2016 تضمين ترشيد الاستهلاك في المناهج التعليمية، وأكدوا أن تحقيق كفاءة استهلاك الطاقة لم يعد خيارا بل ضرورة تفرضها الحاجة لمواجهة المخاطر المستقبلية، من خلال ترشيد الاستهلاك وتحقيق كفاءة الإنتاج وسنّ الأنظمة، وتثقيف المجتمع، والاستثمار في التقنيات الحديثة والطاقة البديلة.
وقالوا إن الرسائل والإرشادات التوعوية التي تبناها مركز كفاءة الطاقة عبر حملاته التوعوية المتعاقبة كرست لثقافة جيدة في ترشيد الاستهلاك.
وقال الاقتصادي فضل البوعينين إن مركز «كفاءة» يقوم بأعمال متميزة للوصول إلى هدف كفاءة إنتاج واستهلاك الطاقة من خلال استراتيجية طموحة وبرامج مكثفة وتشريعات أسهمت في إرساء أدوات معالجة مشكلات الهدر في قطاعات المباني والنقل والصناعة. مبينا أن توسع المركز في الجانب البحثي ودعم استثمار الطاقة الشمسية يساعد كثيرا في تعزيز دوره في الاقتصاد بشكل عام. أوضح أن تحقيق أمن الطاقة من الأهداف الاستراتيجية التي تستوجب الاهتمام من قبل «كفاءة» خاصة مع توفر البدائل المناسبة.
من جانبه قال الدكتور محمد الفضل إن من الأهمية بمكان توسيع دائرة المعرفة بكفاءة الطاقة بحيث تكون مضمنة في المناهج الدراسية كثقافة ينشأ عليها الطالب في المراحل المختلفة، وكذلك تشجيع الدراسات العليا بالجامعات لتعزيز الدراسات حول كفاءة الطاقة حتى نوجد جيلاً أكثر وعيا بأهمية الطاقة وضرورة ترشيدها حفاظا على موارد المملكة، وهذه الشراكة مع الجامعات ستسهم في رفع ثقافة كفاءة الطاقة في المجتمع، وتكثيف الدورات التدريبية في مجال ترشيد الاستهلاك، واعتماد الشهادة الجامعية بعد الحصول الدورة. مبينا أن تكثيف الوعي بكفاءة الطاقة سيسهم في تعزيز رؤية2030 التي تحقق الرفاهية للمجتمع وتجعل من المملكة دولة ذات اقتصاد قوي يؤمن المستقبل لأبنائه ويقفز بالمملكة إلى مصاف الدول المتقدمة.