سعد بن عبدالقادر القويعي
أهمية الدور القيادي للسعودية -سواء- كان ذلك على الصعيدين -الأمني والعسكري-، أو على الصعيدين -الاقتصادي والسياسي-، عبّر عنها -وزير الخارجية السعودية- عادل الجبير -قبل أيام-، عندما قال: «إن السعودية لا تحتاج لمن يدافع عنها»؛ الأمر الذي جعلها مرساة الاستقرار في الإقليم؛ من أجل مواجهة الاضطرابات التي تواجهه، واعتبارها قوة ذات تأثير إستراتيجي، تدافع -من خلالها- عن الدين، والوطن، وتحافظ على الأمن، والاستقرار الاجتماعي، وتعزز قيم الانتماء، والولاء للوطن.
وفق اعتبارات -اقتصادية وسياسية-، فقد احتلت السعودية المركز السابع عالمياً من حيث الزخم كقوة دافعة؛ وفقا للمؤشر التطور الرقمي 2017، الذي يصدره معهد الأعمال في السياق العالمي التابع لكلية «فليتشر» بجامعة تافتس الأمريكية. كما صنف موقع Global Fire Power السعودية من الجيوش الأقوى عالمياً، حيث يحتل الجيش السعودي المركز الثاني والعشرين في قائمة تصنيف القوى العسكرية لدول العالم لعام 2017، والثاني عربياً.
أهم رسالة قوية على أن القوة السعودية مقبلة على نقلة نوعية جديدة ما أكدته دورية «أميركان إنترست»، الذي يرأس مجلس إدارتها «فرانسيس فوكوياما» صاحب نظرية «نهاية التاريخ»، بأن الدول المهمة تكشف عن نفسها في إنجاز أشياء هامة، حيث توجد دول كثيرة ذات كثافة سكانية أكبر، وقوات عسكرية أكثر قوة، وأسس تكنولوجية أكثر تطورًا؛ لكن استطاعت السعودية تحقيق ثورة في التوازن الجيوسياسي، وفي إعادة تنظيم الاقتصاد العالمي، فهي منتجة النفط الأولى، والقادرة على أرجحة العالم، وتغيير مسار الاقتصاد الدولي، وقلب ميزانيات عشرات الدول، وهي القوة الأيديولوجية الرائدة في العالم الإسلامي، وزعيمة بلا منازع للعالم الإسلامي السني في الصراع الديني في الشرق الأوسط؛ لذا تستحق مكانًا على طاولة الدول الكبرى السبع في العالم -اليوم-.
ولأن السعودية تمثل أكبر قوة اقتصادية في منطقة الشرق الأوسط؛ انطلاقاً من كونها أكبر مصدر للنفط في العالم، وتتمتع بمساحة واسعة، وعدد سكان كبير يتجاوز الثلاثين مليون نسمة، فإن التنمية المستدامة تعتبر خياراً استراتيجياً أساسياً، وهو ما أشار إليه «دانيل يرجين» نائب رئيس شركة IHS: «إلى أنه من بين الرسائل التي بعث بها ولي ولي العهد في حواره مع بلومبرج، أن السعودية تتجه لتصبح قوة كبرى في اقتصاد العالم، وليس -فقط- فيما يتعلق بالنفط؛ ولكن في المال -أيضاً- «، مضيفاً أن: «كل هذا جزء من برنامج أكبر للإصلاح، وحماية وضع المملكة النفطي».