مها محمد الشريف
عصر المعلومات والتقنية الذكية لهما سلطة وتأثير على الدول ما جعل لهما أهمية قصوى، لاسيما بعد الثورات التكنولوجية التي اجتاحت العالم وأعقبها الأزمات الاقتصادية والتحديات السياسية والأحداث الكبيرة التي أكّدت أن الوسائل الإعلامية صناعة عالمية تقدمت مع الاستثمار التكنولوجي المعزّز لمستويات الذكاء والتشغيل الآلي وربطه بمفاصل الدولة وقطاعاتها، وبذلك يجب مواكبتها في تكوين الآراء واتخاذ القرار.
ومما لا شك فيه أن لدينا تطويراً شاملاً يمكننا استخدامه للبدء في وضع النظريات والاستنتاج المنطقي فمثلاً، هناك الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والعمل على إنشاء كلية لتطوير القدرات الوطنية والبرمجة دولياً لنشر ثقافة الأمن السيبراني والبرمجة ورفع درجة الوعي في المجتمع السعودي بمخاطر الاختراقات الإلكترونية والحماية منها وأفضل المعايير لتوظيف المواهب الوطنية، وإنشاء كلية لتعليم وتدريب الشباب السعودي و التواصل مع عدد من الجهات العالمية المتخصصة والتبادل المعرفي، ونشر علاقة هذه الثقافة وتعزيز حماية الخصوصية والبيانات السرية والخدمات الرقمية.
وحرصاً على حماية العصر الرقمي وأمن المعلومات، افتتحت إرنست ويونغ (EY) أكبر مركز لخدمات الأمن الرقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (EY MENA DSOC)، تبلغ قيمته ملايين الدولارات، وذلك استجابةً للطلب المتزايد على خدمات الأمن السيبراني في المنطقة، وإيجاد حلول لأربعة تحديات سيبرانية رئيسية تؤثّر على قطاع الشركات في المنطقة، وهي التغطية الشاملة للبيئة الرقمية، والرصد المستمر للأمن على مدار الساعة، والاستجابة للحوادث، والاستخبارات المتعلّقة بالتهديدات. كما نشرته وزارة الإعلام والثقافة.
هذا وتواجه المملكة العربية السعودية قوتين إلكترونيتين تقع بينهما إسرائيل وإيران، وذلك يحتم عليها اتخاذ مواقف آمنة تتطلب الحذر، وخاصة بعد ازدياد الأعمال الهجومية الإلكترونية في العالم التي ستهدفت حكومات وشركات، من أهدافها حرب إلكترونية وسرقة المعلومات واختراق برمجيات بعض قطاعات الحكومات وهذا ما حدث للحكومة الأمريكية، فإذا لم يكن السعي على قدر الضرر فسيكون له بُعد خطير يجب صد تقدمه، ولا بد أن يتبعه عقاب وبيان سياسي، لحماية المعلومات من القرصنة الإلكترونية لأنه يملك ميراثاً مشتركاً تتفاوت مقدار الأنصبة فيه.
لاسيما، أن الحرب التي تنتهجها إيران هي حرب بكل أنواعها ولا يمكن أن نستهين بتبعاتها، وخاصة بعدما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على 10 إيرانيين وشركة إيرانية بتهمة القيام بـ»حملة سرقة معلوماتية»، وينبغي التنبه لما تقوم به عصابات طهران في استنزاف ثروات الجامعات والقطاعات المختلفة من الحكومة الأميركية. والتحركات السياسية والعسكرية التي يشهدها العالم تثبت نجاح السياسة السعودية -الأمريكية في مواجهة الخطر الإيراني الذي يحاول زرع الاضطراب في المنطقة لتحقيق مطامعها.
وبالتالي فإن هذه الدولة ما زالت نشازاً بين مختلف دول العالم ومصنفة كإحدى دول محور الشر، وأن قيادتها قد لا تتردد في استخدام أي سلاح حتى وإن كان سلاحها النووي إذا شعرت بأن بقاءها في السلطة مهدد فآخر همها العواقب التي ستنتج عن ذلك، وستكون بلا شك أول الخاسرين.