خالد الربيعان
تعلّمت ودرست في الداخل والخارج وكتبت وتحدثت في ما لا يقل عن 400 موضوع من مواضيع التسويق والاستثمار الرياضي لكن عندما لا تأتي الفرصة إلا في النوادر، يجب عليك من خلالها أن تظهر بمظهر اللائق الحامل لثقافة بلد بأكمله يحمل لواء الأمة العربية والإسلامية.
ولهذا كتبت اليوم بما يمليه على ضميري باتجاه بلدي المملكة العربية السعودية بأن يكون هناك اهتمام جاد بقميص المنتخب السعودي الجديد والخاص بكأس العالم بتصميم فارغ وغير معبّر وخجول جداً! نعم، أغلب المنتخبات الوطنية في المباريات الودية الأخيرة ارتدى فيها قميصه الجديد الذي سيظهر به في مونديال روسيا! وتجد أن الجميع أبدع بتغييرات في التصميم والألوان، بفكرة جديدة مناسبة للدولة وهويتها!
المنتخب الوحيد الذي لم يغيّر في قميصه ورغم ذلك تزعم الشركة الراعية أنه تغيّر: هو قميص منتخبنا! نفس القميص بلا تغيير، فقط قاموا بوضع شعار الاتحاد السعودي الحديث الذي أبدع في تصميمه السعوديون، وباقي القميص باللون الأخضر! والقميص الآخر مجرد تيشرت أبيض اللون يمكن أن تشتريه من أي تاجر وتضع عليه الشعار فيصبح نسخة طبق الأصل مما طرحته الشركة الراعية!
لا نعلم لماذا الشركة الراعية لقميص المنتخب السعودي لا تبدع أبداً ولا تقوم بتغييره أو تضع فيه أي شيء يدل على هوية السعودية التي يلبس منتخبها هذا القميص؟! ولو بأبسط وأفقر الأفكار لم يقوموا بها!
دليل آخر، إذا سألت أي مواطن سعودي عن القميص الذي يتذكره لأنه كان مختلفاً سيقول لك قميص المنتخب السعودي في مونديال 94!! والذي - ويا للمفاجأة - من إنتاج شركة «شامل» السعودية الوطنية! الأمر الذي ينقلنا على الزاوية التي أريد التكلم فيها، وهي أن تكون هناك شركة وطنية لتصنيع القميص الخاص بالمنتخب وإذا أرادت الأندية أيضاً التعامل معها: فليكن! لضمان وضع ما نريده على قميصنا الوطني!
فالأمر هذا تحدثنا عنه كثيراً جداً، لأن هذا الموضوع سهل العمل، وعن نفسي قمت أنا ومجموعة معي بالبحث جيداً في هذا المجال، بل وتعمقنا فيه وذهبنا لمصممي القمصان المحترفين وأبدعنا في إخراج وتصميم قميص يحاكي السعودية وثقافتها، والحمد لله حاز على إعجاب كل من شاهدها، ولكن أين نذهب به؟ سؤال لا أعلم إجابته!
إذا بحثت عن قميص المنتخب السعودي عبر الإنترنت ستجد نتائج بتاريخ 2016، ونتائج أخرى تحمل تاريخ هذه السنة، بنفس العنوان وهو : «الشركة الراعية تكشف عن زي المنتخب السعودي» تحد بيني وبين القراء أنك بعد أن وجدت نفس العنوان في الموضوعين: ستجد نفس التصميم! فماذا تغير ؟!
قمصان المنتخبات هي «إرث وهوية وطنية»! بنفس هذا التعبير «الكبير»! نعم، فمتحف «الفيفا» مليء بهذه النماذج وستجد صوراً لها إذا بحثت عنها، قميص المنتخب الألماني الفائز بمونديال 74، قميص مارادونا 86، قميص بيليه 1970، قميص فرنسا 98، والقميص الألماني الشهير نسخة 90، والذي يُباع على موقع الاتحاد الألماني لكرة القدم حتى الآن!
أتكلم من موقع مواطن غيور وعاشق للمنتخب والكرة السعودية، خاصة أن محفل وفعالية مثل كأس العالم وهي مناسبة لا تتكرر إلا كل 4 سنوات، هذا إذا تأهل المنتخب لها! هذا المحفل الصعب التكرار لا يجب أن يكون بهذا القميص الهامشي، والذي ليس فيه أي اختلاف عن أي تيشرت يقوم أي شاب بشرائه من أي تاجر للملابس الشبابية!
نداء!
نداء أخير قبل المونديال ولو لصناعة 22 قميصاً خاصاً بلاعبي المنتخب فقط! ولكن بتصميم أنيق، جميل، مهيب، يعبر عن هوية المنتخب الأخضر السعودي!
بالصورة المرفقة بالمقال قميص شهير لمنتخب المكسيك، قميص عجيب ولكنه شهير وانتشر انتشاراً رهيباً منذ مونديال 98 كأكثر القمصان تعبيراً عن هوية وحضارة الدولة، ما زال يُباع حتى الآن.. أتمنى أن يشاهده مصممو الشركة الراعية لقميصنا، علماً بأن هذا التصميم: منذ 20 سنة !
حكمة المقال: غياب الإبداع: من أسباب الفشل!