د.محمد بن عبدالرحمن البشر
أطلق الحوثيون صواريخهم صوب عدد من مدن المملكة بما فيها العاصمة الرياض، مستهدفين المدنيين الآمنين الأبرياء، وتصدت لها الدفاعات السعودية، وأسقطتها قبل أن تبلغ أهدافها، وباء ما أمّلوه بالخسران، ولم تكن هذه المحاولة الأولى، بل كانت في سلسلة من الاستهداف المتوالي للمدنيين، وبعون من الله وتوفيقه كانت الدفاعات الجوية السعودية لها جميعا بالمرصاد لتسقطها أرضاً قبل بلوغ المراد.
هذه الممارسات العبثية المتواصلة لإصابة المدنيين تتنافى مع القوانين الدولية، والإنسانية، وتعتبر اختراقا فاضحاً لكل القيم والأعراف، ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يبقى صامتاً إزاء هذه الأفعال المشينة، والمملكة لديها الوسائل الحاسمة والقادرة والكفيلة على حماية حدودها ومواطنيها ومنشآتها، ولن تسمح لأي كان أن يمس حبة من ترابها وسيادتها، وسترد المعتدي خائباً دون بلوغ مراده.
كان التفاف المواطنين والمقيمين حول قيادتهم ووطنهم أكبر رد تلقته المليشيات، وقد عبروا عن ذلك مباشرة وعبر وسائل الإعلام المختلفة، من الراديو والتلفاز، ووسائل التواصل الاجتماعي، وقد كانوا كذلك وسيظلون، ويبدو ان الميلشيات لم تستوعب الدروس التي تلقتها في فترات ماضية، لأنها لا تهتم بشعبها ولا بوطنها، إنما همها الأوحد تنفيذ تعليمات إيرانية.
الميلشيات الحوثية خسرت الكثير من المواقع التي كانت تحت يديها وتحررت تلك المواقع وعادت إلى الشرعية اليمنية المدعومة من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، والشرعية مستمرة في تحرير الأرض اليمنية حتى تعود إلى ما كانت عليه، ولن يكون للميلشيات وجود غير شرعي في الأرض اليمنية، وعليها الانضواء تحت لواء الحق المتمثل في الشرعية.
المملكة كما هي سائر دول العالم ترى أن الحل المبني على قرارات الأمم المتحدة هي الأساس والحل الأمثل لكن الميلشيات تراوغ حتى لا تنفذ القررات الدولية.
يعلم الجميع أن تلك الصواريخ قد صنعت في إيران، وقد سلمت للميلشيات من إيران، وتم تنفيذ إطلاقها من ايران، وأن الميلشيات ليست سوى ذراع من الأذرع الإيرانية المنتشرة في العالم العربي، وإيران لديها أهدافها المشينة التي تروم تحقيقها بشتى الوسائل الاعلامية والمالية والعسكرية كما هي الحال في سوريا واليمن، وهي تعمل على تدفق السلاح إلى تلك الاذرع، كما انها تمدها بالمال والخبراء العسكريين الساعين للإساءة الى الدول الأخرى.
المملكة تلقت تلك الصواريخ وأسقطتها وهي في السماء دون أن تبلغ أهدافها، وقد تعاملت مع الحدث بكل حكمة وكفاءة وطرقت باب الأمم المتحدة لتظهر للعالم أن إيران والميلشيات لن تتوقف عن ضرب المدنيين وتخريب المدن والقرى العامرة بالمواطن والمقيم الآمن الساعي الى تحصيل قوته، وتربية أبنائه، والمساهمة في اقتصاد الوطن، كما هي الحال في أقطار الدنيا.
الميلشيات الحوثية لا تعبأ بالشعب اليمني الذي يعاني من عدد من المشكلات ولم تمد له حليفته إيران أي مساعدة سوى السلاح، بينما تقوم المملكة بتقديم جسور من المساعدات الإنسانية، الغذائية والطبية وغيرها، وهي مستمرة في ذلك لإسعاد المواطن اليمني بكل ما تستطيع لرفع المعاناة عنه، التي سببتها المليشيات الغالبة على أمره.
وفق الله قيادة المملكة وحفظ هذه البلاد، ودام عليها الأمن والسلام.