خالد بن حمد المالك
يواصل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان نجاحاته بإنجاز ما سعى إليه في زيارته للولايات المتحدة الأمريكية، معززاً بها العلاقات التاريخية بين الدولتين، ومسرعاً من خلالها إلى أن تأخذ الشراكة بين الجانبين مسارها الصحيح، معرباً في كل اتفاقية أو فعالية أو جلسة مباحثات أنه لا خيار للدولتين إلا بالمضي في هذه السياسة، وتأطير المصالح المشتركة ببرامج ورؤى، وصولاً إلى اتفاقيات ترسم السياسة الجديدة التي يقودها الملك سلمان والأمير محمد من جانب والرئيس ترامب من جانب آخر.
* *
نحاول أن نقرأ المستجدات على العلاقات الثنائية، ونفتح صفحات الزيارة لكل ما تحقق من إيجابيات، غير أن تتابع الإنجازات وبوتيرة متسارعة، لا يجعلنا قادرين على التعليق والتحليل وتسليط الضوء على كل ما يتم تحقيقه من يوم لآخر، أو فرز النتائج للتوقف عند الأهم قبل المهم، لأننا سنقع بالخطأ إذا ما حاولنا أن نجتهد في مثل هذا التقييم، لأن ما نراه حقيقة كله على درجة عالية من الأهمية، ومن الخطأ أن تكون هناك مفاضلة بين أمور ترتقي في أهميتها إلى نفس المستوى.
* *
فإلى جانب ما سبق أن كتبنا عنه، هناك منتدى الرؤساء التنفيذيين في كل من أمريكا والمملكة، وفيها تحدث الوزراء والقيادات العليا، بحضور ممثلي الشركات الكبرى وعدد من رجال الأعمال في الجانبين، وكانت رؤية المملكة, وما تبعها من إصلاحات قد ألقت بظلالها على أجواء المنتدى، وأن هذا التحول السريع في المملكة، والتوجه نحو تنويع الاستثمار بدلاً من الاعتماد على النفط، إنما ينسب للأمير محمد بن سلمان، وقد تم الإعلان عن توقيع 36 مذكرة تفاهم، كما حصلت 14 شركة أمريكية على رخصة سعودية برأسمال كامل.
* *
الجميل في مذكرات التفاهم والاتفاقيات والرخص للشركات الأمريكية، أنها تشمل التصنيع والترفيه والرعاية الصحية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وغيرها، وكانت أرامكو على رأس قائمة الشركات السعودية التي وقعت مع شركات أمريكية، ومثلما قال وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصي فإن الاقتصاد السعودي يتجه نحو تحول تاريخي من خلال تحريك قطاعات اقتصادية جديدة كالمعادن والسياحة، وأن ذلك تطلب منها إعادة تنظيم الجهاز الحكومي وتحسين أدائه، وأن المملكة كانت تفتقر إلى أجهزة مهمة ثم خلقتها أخيراً في ظل هذه الإصلاحات.
* *
وكان من بين ما لفت الأنظار في منتدى الرؤساء التنفيذيين ما قاله وزير التجارة الأمريكية ويلبر روس الذي كان بمثابة شهادة لسلامة الإجراءات الإصلاحية التي يقودها الأمير محمد بن سلمان، يقول الوزير الأمريكي: (الذي أدهشني أكثر بما أنني أؤمن بمقولة أنك لا تستطيع إدارة شيء دون أن تقيسه أن لديهم في السعودية إحصائيات لقياس أصغر التفاصيل، حتى أنهم أرادوا قياس توقعاتهم بزيادة عمر الفرد من 74 إلى 80 عاماً، كما يمكنك رؤية ذلك من عدد المقالات العلمية التي ظهرت لباحثين سعوديين في المجالات العلمية، هذا هو مستوى الدقة الهائل لدى الذين يحاولون إدارة مرحلة التحول لبلدهم عن طريقه).
* *
في منتدى الرؤساء التنفيذيين كان لكل من وزير المالية محمد الجدعان ووزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية خالد الفالح مشاركات مهمة في الحديث عن الحراك الاقتصادي والاستثماري وما يجري من هيكلة وإعادة تنظيم لأجهزة الدولة، فقد قال الجدعان إنه خلال العامين الماضيين تم إطلاق برامج عديدة لتحقيق رؤية2030 ورفع الإيرادات غير النفطية، وأنها قامت بعدة إصلاحات تحت مظلة الرؤية، فيما قال الوزير الفالح إن الاستثمارات التي تعتزم المملكة مواصلتها في قطاع النفط والغاز تأتي ليس فقط في الإنتاج النفطي، ولكن أيضاً في التقنيات الإنتاجية، وهناك بنود واضحة للتطوير في رؤية المملكة لهذا القطاع..
يتبع