عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) بدأ يتكشف من يوم لآخر مدى تأثر اللاعبين المحليين من قرار زيادة عدد اللاعبين الأجانب، حتى وصل إلى سبعة لاعبين وهذا بحد ذاته محبط ومقلق لأي لاعب سعودي، حيث أصبحت نسبة المشاركة ضئيلة جداً مهما كان مستواه، خاصة أن الأندية لديها مفهوم سائد وهو الاستفادة من اللاعب المحترف الأجنبي قدر المستطاع لأن وجوده شبه مؤقت وليس دائما كما اللاعب المواطن المحترف داخلياً.
كل عوامل الإحباط والهبوط في المستوى العام للاعب المحترف المحلي حضرت وبقوة منذ حضور اللاعبين الأجانب بالأعداد الكبيرة، وقد كان هذا الأمر متوقعاً وتمت الإشارة إليه ولكن لم نكن نتوقع أن يكون التأثير إلى هذه الدرجة المهولة والكبيرة وقد شاهد الجميع لقاء المنتخب الأخير أمام المنتخب البلجيكي وقبله بأيام أمام المنتخب الكورواتي ولولا توفيق الله للحارس المسيليم أمام كرواتيا لكانت نتيجة تاريخية، أما ما قدمه لاعبو المنتخب أمام منتخب بلجيكا فلا يحمل إلا عنوانا واحدا وهو (الضياع)، فبغض النظر عن النتيجة فهي في النهاية مباراة ودية، ولكن المصيبة العظمى حالة المنتخب العامة فلا خطة تستطيع ان تقنعك، فالفوضى هي العنوان الأبرز، فلا دفاع ترتكز عليه ولا وسط يعطيك أملا ولا لاعب ارتكاز تعوّل عليه ولا خط هجوم تتوسم فيه، فكل خط أسوأ من الآخر والترابط مفقود والانسجام معدوم ولم يبرز إلا حراس المرمى.
الحقيقة التشاؤمية التي تسود الشارع الرياضي محبطة ومقلقة والكل خائف ومتوتر مما شاهد لأن الأمر لا يقتصر على لاعب أو اثنين أو ثلاثه أو على مدرب أو مساعدة، فالوضع أشبه بتراجع الجميع والمستقبل (غير واضح) لمنتخب لم يتبق على تواجده في أكبر كرنفال عالمي إلا شهران وعدة أيام ونحن لم نقتنع بأداء أي لاعب، فلم ينفع انتداب لاعبين للخارج ووضعهم في دوريات أوروبية ولا الاحتراف الداخلي (الصوري) وأخيراً الاعتماد على اللاعبين المحترفين من خارج الوطن وزيادة عددهم وهذا هو الناتج من القرار والأيام القادمة ستحمل الأسوأ بعد انتهاء المنافسات المحلية ونهاية الموسم الذي سيجعل من اللاعبين المحليين في إجازة بعيداً عن الكرة وهمومها وحساسيتها وأجوائها ومن ثم الذهاب لكأس العالم بمستوى ولاعبين منتهي الصلاحية.
نقاط للتأمل
- بكل أمانة الكل مندهش من وضع لاعبينا والانحدار الرهيب في المستوى العام، ويجب عدم مقارنتنا بالمنتخبات الأخرى والتي يوجد لاعبين أجانب كثر لديهم لأن لاعبي منتخباتهم جميعا محترفون حقيقيون في دوريات قوية وكبيرة، اما اللاعبون المحليون لدينا يعيشون في أجواء احتراف وهمي بعقود فلكية مادياً مقابل أداء متواضع ومجاملة ومحسوبيات أضاعت كل شيء.
- لو نحضر أفضل عشر مدربين في العالم وفي وقت واحد لن يتغير وضع المنتخب ولاعبيه لأن التأسيس (خاطئ) وطريقة الاحتراف (خاطئة) ولن يتعدل الأمر ما لم يدرك اللاعب ان الاحتراف وظيفة يتوجب عليه أداءها بكل إخلاص وتفانٍ والتواجد طوال اليوم لأداء واجبه الوظيفي، أما الاحتراف بعقلية هواه فلن يفيد لا مدربا ولا أي حل ثان سواء مؤقتا أو طويل الأجل.
- الأسبوع القادم وتحديداً يومي الاثنين والثلاثاء يتضح وبصورة أكبر وضع ممثلينا آسيويا الأهلي والهلال في الجولة الخامسة من لقاء المجموعات ورغم حظوظ الأهلي الكبيرة في التأهل للمرحلة الثانية من التصفيات نجد أن لقاء الهلال أمام العين يعتبر لقاء مفصليا وأشبه بلقاء الكؤوس فأي تعادل أو خسارة للهلال يعتبر مغادرة البطولة، ومن المجموعات وهذا ما لا نتعوده من الفريق الهلالي.
- في نهاية الشهر الميلادي ويومي 30 و31 من شهر مارس يتضح الفريقان المتأهلان لكأس مولاي خادم الحرمين الشرفين وبعدها بأسبوع فقط يتضح من هو بطل دوري المحترفين السعودي والفريقان الهابطان للقاءات الملحق وينتهي الموسم الرياضي الاستثنائي وتتوقف الكرة، والكل سيكون في الانتظار لمدة شهرين كاملين حتى ليلة عيد الفطر المبارك ليفتتح منتخبنا بطولة كأس العالم أمام المنتخب المستضيف الروسي والله يصلح الأمور ونظهر بصورة مشرفة تعكس مكانة المملكة رياضياً والإنجازات المحققة على مختلف الأصعدة
خاتمة: اللهم إنا نستودعك السعودية وأهلها، أمنها وأمانها، ليلها ونهارها، أرضها وسماءها، كبارها وصغارها، شعبها وملكها.
اللهم من أراد بلاد الحرمين بسوء فأشغله في نفسه واجعل تدبيره في تدميره اللهم احفظ بلادنا بحفظك يارب العالمين.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.