عبد العزيز الصقعبي
كنت مترددا في طرح ملاحظات حول معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي انتهت فعالياته منذ أسبوع، وذلك لعدة أسباب، أولاً عدم وجود الإدارة الثابتة للمعرض، حيث أشعر بأنه أشبه بالهم والمسؤولية السنوية، ويحاول جميع القائمين عليه تقديمه في موعدة السنوي، بصورة مشابهة للأعوام السابقة، ثانياً إن إقامة المعرض يحتاج لتعاون من قبل مجموعة من الجهات الحكومية لتنظيمه، وأغلب تلك الجهات أدت عملها بصورة جيدة.
وقبل أن أتكلم عن المعرض، أطرح المشكلة الأزلية للمناسبات الكبيرة التي تقام في أرض المعارض، وهي مواقف السيارات، أنا أستغرب عدم وجود مسار داخلي قريب من مداخل مبنى المعرض لسيارات الأجرة، لذا فيضطر أغلب من يأتي بسيارة أجرة أن يمشي مسافة طويلة ليبحث عن تاكسي، ونحن نعرف أن في أغلب المولات الكبيرة بها أماكن قريبة خاصة بسيارات الأجرة، وأنا قد شاهدت مسارات لسيارات الأجرة في عدد من المعارض التي حضرتها في العالم، إضافة إلى عدم وجود مسار للسيارات التي تنقل كبار السن والعوائل التي من المفترض أن يكون لها مسار قريب لكي يترجل الركاب بالقرب من المعرض، ولا يضطرون إلى المشي من البوابة الخارجية الثانية أو الثالثة.
نأتي للمعرض، شكل المعرض لم يتغير منذ سنوات، مؤسسات حكومية ثقافية تحتل مساحات كبيرة، في الوقت الذي بكل تأكيد تم الاعتذار لدور نشر عربية وعالمية لعدم وجود مكان لها، فمثلا مكتبة الملك فهد الوطنية لا يوجد لديها إصدارات جديدة هذا العام، لماذا تحتل مساحة بجناح وأقول بكل صراحة أنه متميز شكلا، ولكن لولا جهد مسؤول الشؤون الثقافية باستضافته بعض الأدباء لبقي الجناح عبئاً على المعرض، وهناك أجنحة كثيرة تحتل حيزاً من أجل التعريف الإعلامي على حساب دور النشر العربية والعالمية، نحن ننتظر مشاركة دور النشر العالمية مثل بينجوين وغيرها ليصبح للمعرض ثقله وفائدته.
نأتي «للتوقيعات» لازلت عند رأيي أن من المفترض أن يكون التوقيع في جناح دار النشر وليس في منصة تقع في آخر المعرض، أحيانا أحضر للموقع وألاحظ مشاهد مأساوية، منصتان في إحداهما أكاديمي لديه كتاب يرغب توقيعه، وحوله مجموعة من الرجال والنساء قد لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة، ومنصة ثانية بها أحد نجوم الإعلام الجديد ومئات من الرجال والنساء يرغبون الحصول على توقيع النجم، أتفق أن تدشين الكتاب وتوقيعه مهم وله الأثر النفسي الجيد لمن يحتفي بإصداره الأول، ومهم أيضاً للتواصل بين الكاتب الكبير وقرائه، ولكن ليس بالصورة الحالية الموجودة في معرضي الرياض وجدة.
هنالك ملاحظة طرحتها على أحد المسؤولين في المعرض وقدم تبريرات لم أقتنع بها، وهي طلب صور من الفواتير عند بوابات الخروج من القاعات، في السنوات الماضية كما أعتقد أيضاً في هذه السنة تؤخذ تلك الفواتير وتوضع في سلال مهملات، حتى أذكر أن هنالك من يكتب على الفاتورة « مجموعة كتب» دون أسماء أو سعر، مجرد ورقة حتى لا يعترضه رجل الأمن عند الباب، هذا العام كان هنالك عدد من المتطوعين والمتطوعات أمامهم أجهزة الكمبيوتر المحمولة و يستخدمون «البار كود» يقومون بتسجيل الكتب التي تم شراؤها عند بوابة الخروج، يذكرني ذلك بتفتيش الكتب في المطارات سابقاً، وهذا أمر أزعج الكثيرين، لدرجة أنه في اليوم الأول بعد الافتتاح الرسمي وقفت أكثر من ربع ساعة عند بوابة الخروج بسبب شراء رجل كبير السن مجموعة من كتب التراثية لا يوجد عليها باركود، ولحظتها ذهبت لمكتب مدير المعرض وأخبرته بغباء هذه الممارسة التي لن تقدم أي معلومة عن مبيعات الكتب، وكانت الإجابة أن هنالك مشكلة في النت، وفعلا كثير من دور النشر استخدموا رصيدهم الخاص بالنت للدخول على نظام البيع، وقال أحدهم ألا يكفي سعر الجناح المرتفع، لو تم الاستفادة من المتطوعين والمتطوعات الذين ألزموهم بالتشييك على الكتب عند المخارج أقول لو تم الاستفادة منهم بمساعدة الزوار عبر أجهزة محمولة لكان أفضل.
هنالك أشياء كثيرة أتمنى أن أتحدث عنها ولكن مساحة الزاوية لا تفي بذلك، بالطبع لا يوجد نشاط ثقافي هذا العام بإجماع كل من قابلته في المعرض، أقول هذه الملاحظات البسيطة من واقع غيرتي على النشاط الثقافي في المملكة وحرصاً أن يكون معرض الرياض للكتاب أكثر تميز ومن أهم المناسبات في العالم.