د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي
** في ثلوثية الصديق العزيز الفنان القدير ناصر الموسى كان اللقاء الأوحدُ معه؛ فقد وجد صاحبُكم نفسه إلى جانبه ولم يكن يعرف وسمَه وإن وعى اسمَه ،وحيث كانت المناسبةُ احتفائيةً كريمة بكاتب هذه الأسطر فقد أفاض الكريمُ بما يتجاوز قدر المُكرَّم، وقال فيما قال : إنه قد قرر كتاباتٍ له على طلبته في الجامعة وإنه يتابعه بشكل دقيق وأضاف ما يتوارى صاحبكم عن نقله لا تواضعًا بل ليقينه أن الكريم قد استسمن ذا ورم، واكتملت الجلسة بوعدٍ مؤكدٍ أن تتلوَها جلسات لكن صاحبكم قصَّر فلم يرتد الثلوثية بعدها كما لم يتواصل مع الكريم لمشاغله التي لا يعتذر بها ويأسف أن لم تتكرر جلسته مع هذا النابه المتميز المتواري.
** الأيام لا تُسعف مؤجلاً ولا تدين لمعجل؛ فأقدار الله تسبق حرصنا على العمل وتعلقَنا بالأمل،وفي لحظة مباغتة جاء الناعي بخبر رحيل الكريم فأحس بما أحس به يومًا قريبًا حين أضاءت شاشة هاتفه برسالة من أستاذه وصديقه الكبير الدكتور عبدالعزيز التويجري الذي يعرف من دنا من عالميهما كمَّ الحب بينهما مع أنهما تعارفا في لجنة عمل وافترقا بنية اللقاء القريب وقبل أن يفتح الرسالة أعدَّ في ذهنه اعتذاريةً غامرةً عن أسباب تراخيه عن التواصل معه حتى إذا فتحها وجد فيها الخبر الصاعق عن وفاته والإبلاغ عن موعد الصلاة ومكان العزاء.
** يا الله ؛ ألهذا الحد تأخذنا تصاريف الدنيا فننسى من حقه التذكر ، وربما تذكرنا من حقهم التناسي،ونصل من لا يضير معه القطع ونقطع من الجمال بهم ومعهم، وكذا رحل العزيزان عبدا العزيز ( التويجري والزير ) دون تلويحة وداعٍ تشفي قليلاً مما يحس به الموجوع، لكنه قدر الله؛ نلتجئ به ونفر إليه ونتأمل في الساحة الإعلامية التي أخفت القديرين وأبرزت كثيرين دونهم مكانة وتمكنًا.
** رحم الله أستاذنا الكبير الكريم الدكتور عبدالعزيز الزير، وليته قرأ هذا الملف وما سبقه من مقالات نشرتها « الثقافية « في حياته ليطمئن إلى شيم الوفاء والنبل والانتماء ؛غرسها في قلوب مريديه فقابلوها بما يليق به ليبقى الدعاء له بالرحمة وللمشهد الأكاديمي والثقافي بالعزاء إن ظل عزاء.
** دعوا الواجهة وفتشوا عن المختفين