حميد بن عوض العنزي
في الأسبوع الماضي تحدثت عن التطور المذهل في التقنية وبما يسمى الذكاء الاصطناعي، وإكمالاً للحديث فالثورة التقنية المتسارعة ستواصل العصف بكثير من مناحي الحياة تغييراً وإقصاءً، وتشير الأبحاث إلى أن الأعوام الثلاثين القادمة سيتغير العالم فيها بشكل أكبر مما شهده خلال الـ 3000 عام الماضية، فلك أن تتصور ذلك.
وكما ذكر متحدثون في مؤتمر استشراف حكومات المستقبل فانه خلال سنوات قليلة سيفقد الأمريكيون نحو 47 % من الوظائف بسبب الذكاء الصناعي، كما ستختفي أكثر من مليون وظيفة قبل العام 2026»، ولكن على الجانب الآخر فإن التوقعات تشير إلى أن الذكاء الصناعي في عام 2030، أي بعد 12 عاماً فقط، سيضيف إلى الناتج الإجمالي العالمي أكثر من 15 تريليون دولار، أي أكثر من 10 أضعاف مبيعات النفط عالمياً».
وإنه «خلال خمس سنوات فقط ستتمكن التقنية من الدخول للعقل البشري والتواصل معه بشكل مباشر، وستعرف التقنية بماذا نفكر وبماذا نشعر وكيف هي صحتنا اليوم والأمراض التي سنتعرض لها في المستقبل وماذا يسعدنا وما الذي يقلقنا»، بل إن اثنين من الباحثين المستقبليين في شركة «غوغل»، يتوقعان إنه في العام 2045 (أي بعد 27 سنة فقط) سيكون بالإمكان تحميل ونقل عقل الإنسان إلى شبكة المعلومات.
وكل هذه الأبحاث تأتي في وقت يجري فيه العمل بشكل مهول لتحقيق التحولات المذهلة مما سيزيد الفارق بين شعوب الأرض بما يتجاوز مقولة العالم الأول والثالث إلى ما هو أبعد بكثير، وستكون هناك أمم متقدمة بشكل يتجاوز ما تتصوره العقول حالياً، وأخرى ستكون في الدرك الأسفل من التخلف، مالم تستعد وتواكب التغيير لأن أي تخلف في أي مرحلة من المراحل سيكون من الصعب تعويضها، فالقطار السريع للتطور التقني لا ينتظر أحداً.