د. عبدالحفيظ عبدالرحيم محبوب
بعد ثلاثة أعوام من تدشين الرؤية السعودية 2030 تأتي زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى أمريكا بعد جولتين إلى القاهرة ولندن، هذه الجولة مدججة بالأرقام المتحققة خلال الفترة الماضية، وأخرى في مسارها للتحقق ضمن أهداف الرؤية التي وضعتها الدولة التي تخضع بشكل مستمر للمراقبة والتقييم والمراجعة.
هناك لغة سعودية جديدة وقوية محصنة بالدراسات المسبقة وإتقان للاستراتيجيات والبرامج الحاضرة والمستقبلية لرؤية المملكة 2030، مما أعطى زخماً لتلك الزيارة خصوصاً أنها زيارة تتميز بالعمق والشمولية والتنوع.
يتضح ذلك من برنامج زيارة ولي العهد لسبع مدن بدءا بالعمق السياسي المتمثل بلقاء الرئيس ترمب في واشنطن، مروراً بعاصمة المال نيويورك، وهيوستن أرض تكرير النفط والدراسات المتعلقة بصناعة النفط ومنتجاته، وتأتي زيارة ديترويت مدينة السيارات التي استطاعت أن تعود من كبوة الإفلاس أشد وأقوى وأكثر نجاحاً للاطلاع على هذا النجاح، مروراً بمدينة الترفيه العالمي لوس أنجلس وصولاً إلى سان فرانسسكو المدينة المفضلة لولي العهد حيث منصات التكنولوجيا الحديثة حتى انتهى به المطاف بولاية بوسطن الرائدة في تكنولوجيا التعليم وأدبياته.
حقق ولي العهد في كل هذه المدن التي زارها عدداً من الاتفاقيات المهمة والاجتماع بقادتها المؤثرين عالمياً الذين وجدوا أن لدى ولي العهد لغة مشتركة يفضلها أي مستثمر في السعودية، وكان من أولى ثمار هذه الجولة أن دخلت 100 شركة سعودية أمريكية جديدة السوق المحلية تستثمر في عدة قطاعات أبرزها التكنولوجيا والتقنية.
زيارة ولي العهد تعمل على تطوير مناخ بيئة الأعمال في السعودية وجعلها بيئة جاذبة للاستثمارات، والعمل على تحقيق رؤية المملكة 2030 الطموحة، ومساعدة المستثمرين الأمريكيين بشكل خاص على اكتشاف الفرص الجديدة في الاقتصاد السعودي، خصوصا أن هناك قطاعات جديدة برزت في رؤية المملكة 2030 مثل الترفيه والسياحة والتعدين والدفاع والمواصلات إضافة إلى الاستثمار في التكنولوجيا العالية الجديدة.
استعرض ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مناقشة عدد من المبادرات مع رؤساء كبرى الشركات الأمريكية والعالمية حيث التقى مع رؤساء شركات بوينج، وريثون، ولوكهيد مارتن، وجنرال داينامكس، لتنمية التعاون التجاري وتطوير التقنية بين المملكة والولايات المتحدة.
وفي مقر إقامته بواشنطن التقى ولي العهد مع أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مجلس النواب الأمريكي في 22 - 3 - 2018 تم فيه استعراض مستجدات الأوضاع والجهود المشتركة تجاهها بما فيها محاربة الإرهاب ومكافحة التطرف، بما يعزز أمن واستقرار المنطقة والعالم.
الولايات المتحدة تدرك أهمية السعودية كشريك استراتيجي مهم في مواجهة التحديات والأزمات والتي استمرت لأكثر من ثمانية عقود وكان آخرها زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للولايات المتحدة عام 2015 والزيارة التي قام بها ترمب للسعودية في مايو 2017 وتأتي زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان التي تعكس مدى متانة هذه العلاقة في كافة المجالات الاقتصادية والأمنية، وهناك مجلس الأعمال السعودي الأمريكي الذي يعمل على تنمية العلاقات التجارية بين البلدين.
وهناك ملفات سياسية تحمل تعاوناً مشتركاً بين الجانبين السعودي والأمريكي في العراق، وسوريا، وليبيا، وكذلك التدخلات الإيرانية ودعمها للمليشيات المسلحة في عدد من الدول العربية، بجانب تعاون الولايات المتحدة مع السعودية في الباكستان وأفغانستان بحكم العلاقة التي تربط السعودية بهذين البلدين، وكما كشف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عن مناقشات متطورة مع الجانب الأمريكي حول الاستخدام السلمي النووي، وأعلن الجبير عن رفض السعودية تدويل الأزمة مع قطر وسيظل الحل داخل البيت الخليجي ومرتبطاً بتصحيح قطر لسياساتها.
وفي سوريا أكدت السعودية أن الحل يجب أن يضمن حقوق السوريين ويقوم على قرارات الأمم المتحدة واتفاق جنيف، وأن روسيا تعمل على دفع الأسد إلى الالتزام بالعملية السياسية، وإنهاء الحرب، وتسعى السعودية للعمل مع روسيا على ذلك الحل ووقف إطلاق النار.
وتصر السعودية كما أعلن الجبير أن إيران جندت المليشيات في اليمن وأطلقت صواريخ على السعودية، ولا بد أن تخرج إيران من اليمن وتحترم القواعد الدولية، وإذا أرادت إيران أن يكون لها دور في المنطقة عليها أن تحترم حسن الجوار، والاتفاق النووي الإيراني تشوبه عيوب كثيرة ويحتاج إلى مراجعة خصوصاً أن ولي العهد شبه خامنئي بهتلر وامتلاكه للسلاح النووي يختلف عن امتلاك الباكستان والهند كدول لا تصدر مشاريع إلى الخارج.