فهد بن جليد
الأطباء في جامعة جنوب كاليفورنيا أكدوا خلال دراسة علمية نشرتها مجلة (جامة بيدياتريكس) أنَّ السمنة مرض يمكن أن يُصيبك عن طريق العدوى، بوجود علامات واضحة لعدوى السمنة من خلال استخدام مشروع (مي تينس) وتطبيقه على نحو (ألف مراهق) أمريكي، بالبحث في تأثير الأغذية والمُحيط على صحة هؤلاء، ووجدوا أنَّ مُعدلات السمنة مُرتبطة بالمجموعات المُتشابهة في بيئة واحدة، وهو ما يعني أنَّ وجود مُصابين بالسمنة في بيئتك، يعني احتمالية إصابتك كذلك - نتيجة تشابه السلوكيات الغذائية الخاطئة - التي تقود للسمنة.
هناك نحو 47 مرضاً مُزمناً رصد الأطباء انتشارها في المجتمع السعودي لها ارتباط بالسمنة، على رأسها داء السكري من النوع الثاني الذي يعاني منه أكثر من 4 ملايين سعودي كأحد أكثر المُجتمعات إصابة في العالم بزيادة سنوية تقدَّر بـ150 ألف حالة جديدة، مروراً بارتفاع ضغط الدم، تصلب الشرايين، الكُلى، الجلطات الدماغية، وصولاً إلى تأخر الإنجاب وحالات العقم، وغيرها من الأمراض الأخرى التي تودي بحياة نحو 20 ألف شخص سنوياً في بلدنا، بعلاقتها المُباشرة وغير المُباشرة بالمرض - بحسب المُشرف على كرسي السمنة بجامعة الملك سعود - الذي يتوقع أنَّ نحو 70% من المجتمع السعودي مُصابون بشكل من أشكال السمنة وزيادة الوزن، وهو ما يجعلها قضية عامة ومُشكلة مُجتمعية يجب مواجهتها بتغيير (نمط المعيشة) المُتشابه والمُسبب للسمنة وفق الدراسة أعلاه، والعمل بجدية وبتحرك صارم، لاتباع الطُرق والأساليب الناجعة للتخفيف من آثارها الصحية، وتخفيض فاتورة العلاج الباهظة التي تُقدَّر بمليارات الدولارات سنوياً.
في الأسابيع الماضية أطلقت مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية مشكورة، منصة جديدة لمواجهة الأرقام المُفزعة في أعداد المُصابين بداء السكري من النوع الثاني تحديداً، وإنهاء مُعاناة الكثيرين منهم عبر برنامجها لجراحة السمنة وعلاج السكري، باعتبار (ثورة الجراحة) أحدث طُرق العلاج العالمية، وبالفعل شاهدتُ بنفسي بعض الحالات التي استفادت من البرنامج، وعايشتُ قصصاً لمرضى خضعوا لعمليات (تكميم المعدة) المجانية داخل المدينة الإنسانية، كآخر الحلول لإنقاذ حياتهم، ومنحهم أملا في صحة وحياة أفضل، مع رفع شعار تثقيف المُجتمع خصوصاً(المريض وعائلته) بأهمية الخطوة التي ستساعد أكثر من 60% من مرضى السكري للخلاص من عدة أمراض ومشاكل صحية (بعملية واحدة)، وهو ما يتطلب دعم مثل هذا البرنامج وتمويله من (القطاع الخاص)، كأحد أفضل مشاريع المسؤولية الاجتماعية التي يمكن تقديمها، لينتشر أكثر في المُدن والمُستشفيات الصحية في مُختلف مناطق المملكة، من أجل إنهاء مُعاناة المرضى غير القادرين على دفع تكاليفها في المُستشفيات الخاصة، أو تحمل انتظار قوائم المستشفيات الحكومية.
وعلى دروب الخير نلتقي.