إبراهيم الدهيش
أجد نفسي مدفوعا لأن أشير وأشيد في نفس الوقت بحديث رئيس النادي الفيصلي بحرمة الرجل الخلوق والعملي فهد المدلج حول وضع وأوضاع النادي وما حققه في كافة المجالات سواء الرياضية منها أو الاجتماعية أو الإنسانية بإنفاق مالي غاية في العقلانية والترشيد الممنهج.
- وكنت قد كتبت وأشرت مراراً ولم أكن وحدي من فعل عن أهمية توأمة الفكر والمال لتحقيق الأهداف وقلت حينها إن المال وحده وان كان مهما يظل أحد الوسائل لتحقيق الغايات، مثلما هي الرغبة والطموح كعناصر حيوية مهمة، لكنها مجتمعة تظل قاصرة ما لم يكن هناك فكر إداري واع وعمل مؤسسي يؤمن بالتخطيط لاستشراف آفاق المستقبل، وأحسب ذلك متوفراً في ادارة النادي الفيصلي، وإلا لما تحقق ما تحقق وبتلك الموارد المحدودة، لكنه تعامل مع واقعه بإمكانياته وأدواته بمنهجية واضحة وباحترافية ولا أروع، فحقق ما عجزت عن تحقيقه أندية الخمس نجوم!.
- نافس في الدوري الفارط وقدم مستويات لافتة بميزانية لم تتجاوز (32) مليوناً، وها هو اليوم ينافس على المراكز الأولى في سلم ترتيب دوري المحترفين وبميزانية قد تصل إلى (40) مليوناً بعد أن ارتفع سقف الطموح كحق مشروع لمسؤوليه وعشاقه.
- وتضم صفوفه عددا من أبرز نجوم الدوري من المحترفين من غير السعوديين وهناك من المحترفين المحليين من أعيد اكتشافه بعد التحاقه به في دلالة واضحة على العمل الاحترافي المنضبط والبيئة المثالية الجاذبة.
- وفي تقديري الشخصي يظل هذا النادي أنموذجاً راقياً في العمل الاحترافي المنظم بعيداً عن المزايدات و(الهياط) الذي لم تجن منه أندية الجماهير والإعلام غير مزيد من الديون وكثير من القضايا!.
الجود من الموجود
- لم يكن أكثر المتفائلين في مجتمعنا الرياضي يتوقع فوزنا على بلجيكا خامس التصنيف الدولي، بل إن خروجنا بأقل الخسائر أمنية الغالبية!.
- هكذا كان الشعور السائد فلماذا جاءت ردود أفعالنا بتلك القسوة لمجرد أننا خسرنا؟!.
- صحيح أن النتيجة كانت قاسية وكبيرة لكنها برأيي الشخصي تظل نتيجة طبيعية مقارنة بواقعنا، ومنطقية كونها أمام منتخب يتوقع المراقبون أن يذهب بعيداً في نهائيات كأس العالم.
- و يبقى الأهم من بث مشاعر الإحباط وجلد الذات إعادة قراءة أنفسنا كون المباراة وضعت النقاط على الحروف وكشفت الكثير، سواء ما يتعلق بالعناصر أو التكتيك فما زال في الوقت بقية، وإلا فهذا واقعنا وهؤلاء هم نجومنا الذين طالما أفرحونا مساءات عدة وتلك أدواتنا و(الجود من الموجود).
تلميحات
- حالة اللاهجوم واللادفاع لمنتخبنا أمام بلجيكا ذكرتني بمقولة للمدرب البرازيلي كارلوس البرتو بريرا عندما قال يومها: (المنتخب السعودي كمن يلبس ثوبا قصيرا ان هاجم انكشف دفاعه وان دافع انكشف هجومه)!.
- والحكم على المدرب سابق لأوانه.
- ثغرة متوسط الدفاع صداع مزمن والكرات العرضية ضعف متجذر!.
- واللعب بعمر ومعتز تهور ومجازفة.
- الأخطاء البدائية أمام منتخبات بهذا الحجم تعني هدفاً.
- ووجود الجبرين ونوح الموسى أصبح ضرورة.
- حالات (الانبراش) قد ندفع ثمنها غالياً!.
- وتنفيذ جمل الهجوم المعاكس بطريقة انضباطية الحل الأمثل لمجابهة مثل هذه المنتخبات التي تعتمد الضغط العالي ولديها مخزون مهاري وخبراتي يفوقنا بمراحل.
- وفي النهاية رسالة حب ودعوات صادقة لرجال قواتنا البواسل على الأرض وفي الجو بأن يسدد رميهم ويعيدهم الى أهليهم سالمين غانمين وأن يحفظ لهذه البلاد ولاة أمرها وعلماءها ودعاتها وأمنها ورخاءها. وسلامتكم.