ناصر الصِرامي
نحن أمام مشهد جديد بالكامل للتعاقدات الحكومية العسكرية الهائلة، إلى القفزة الأولى نحو عمق الصناعة العسكرية، هكذا، وفي مفاجأة سارة ومعدة وجدنا أنفسنا أمام كيان عملاق بطموح فخم يتصدر المشهد، بعنوان «الشركة السعودية للصناعات العسكرية» (SAMI)، والتى وقعت مع شركة بوينغ الأمريكية، مشروع شراكة استراتيجية، يهدف توطين جزء مهم من الصناعة العسكرية.
شراكة تهدف إلى توطين أكثر من 55% من الصيانة والإصلاح لعمرة الطائرات الحربية والطائرات العمودية في السعودية، ويتوقع أن تفوق إجمالي إيرادات المشروع 22 مليار دولار، وأن يحدث نحو 6 آلاف وظيفة، بحجم استثمارات يصل لـ450 مليون دولار في المرافق والمعدات داخل المملكة، وبالمناسبة فإن بوينغ تتصدر شركات الطيران الأكثر مبيعاً للعام السادس على التوالي، مع طلبات وصلت إلى5900 طائرة.
تقول الشركة السعودية: «... من رؤية السعودية2030 والتي تهدف إلى رفع المشتريات العسكرية من الداخل من مستواها الحالي البالغ تقريباً 5% إلى مستوى50% بحلول العام2030، وستعمل هذه الشراكة الاستراتيجية، على تعزيز وتنمية القدرات الوطنية في البحث والتصميم والهندسة والتصنيع، والارتقاء بإمكانات عمليات الصيانة والإصلاح المحلية».
حفل توقيع اتفاقية تأسيس مشروع مشترك لنقل تقنية دمج الأسلحة على تلك الطائرات وتوطين سلسلة الإمداد لقطع الغيار داخل المملكة، جاء برعاية ومتابعة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، في مدينة سياتل الأمريكية.
الشراكة مع شركة بحجم بوينغ، وإصرار سعودي جديد وفق ورؤية حادة لنذهب الآن ومع الأمير محمد إلى مجال الصناعات وخاصة العسكرية والاستثمار فيها بأيادٍ سعودية شابة وتدريب حقيقي، وبدعم وحماس ومتابعة وقياس من هرم الجهاز التنفيذي للدولة، وسنجد مستقبلا حافلا بالمفاجآت السارة، من شباب يتطور ويقدم إمكانات مبهرة...ليتحول بعدها جزء من الإنفاق العسكري إلى فخر «الصناعات الوطنية».. الصناعة العسكرية.
ليس ذلك كله ما أحمله عنوان أو وسم من العيار الثقيل :»محمد بن سلمان في سياتل»، وفي سياتل فقط.
سموه التقي مؤسس ورئيس أمازون وطرقا مجالات التعاون والفرص الاستثمارية الواعدة، وأمازون بالمناسبة مرة أخرى من حيث القيمة السوقية أصبحت ثاني أكبر شركة في أمريكا، وتبلغ قيمتها السوقية 889 مليار دولار أمريكي في 20 آذار مارس من العام 2018.
أيضا الأمير محمد يلتقي رئيس مايكروسوفت لبحث التعاون بشأن التدريب وتأهيل الكفاءات الوطنية، ودعم التحول الرقمي والابتكار القائم على المعرفة.
الأمير كان قد لبى دعوة بيل غيتس في سياتل تقديراً له بعد زياراته المتعددة للمملكة واهتمامه للعديد من البرامج والمشاريع التنموية المشتركة، وتحقيقاً للوعد الذي وعده إياه إبان زيارة جيتس للرياض. لا تحتاج بالطبع أن أذكرك بحجم شركة مايكروسوفت العالمية أو عن ثروة أغنى أغنياء الأرض وحجم ما ينفقه على مؤسسته الخيرية.
تلك اللقاءات والعلاقات الاستثنائية وخاصة مع مبدعي ومبتكري الكثير من أدوات وأساليب حياة عالم اليوم، والباحثين باستمرار عن اتجاهاته المستقبلية..صناعة التاريخ لا التبرك به..!
الأسبوعان كانا أهم حملة إعلامية، وعلاقات عامة دولية، ليعرف العالم إلى أين تسير السعودية الجديدة.. وحزمها وعزمها علي المستقبل عبر خارطة طريق واضحة هي رؤية2030.
كل ذلك وما قبله وما بعده، يأخذنا مع الأمير محمد بن سلمان للحلم الكبير لشكل تفوقنا في المستقبل.. هو بالتأكيد أكثر بكثير من كل ما تحقق حتى الآن...لوطن يستحق التفوق على حاضره ومستقبله!