أمل بنت فهد
عبقرية الاستخدام تكون في تعدد مهام الشيء الواحد، بمعنى أن يخدمك مكان، أو شيء ما، بأدوات متعددة، ولو فرضنا أن الثورة التكنلوجية صنعت لكل برنامج جهازاً خاصًا به، وعكست الوضع، كم جهاز تحتاجه في اليوم؟ جهاز للاتصال الصوتي، جهاز لبرنامج واتس آب، جهاز لموقع تويتر، جهاز لتصفح النت....إلخ
لو كان الوضع هكذا لكانت ثورة الاتصالات فوضوية، وغير مجدية ومكلفة، فغاية الخدمات الفاعلة أن تكون في مكان واحد، ومن جهاز واحد، ويعتمد مبدأ التوسع والتطور، ومن الخطوات الرائدة ما تقدمه وزارة الداخلية في بوابة أبشر، تلك البوابة التي جمعت أذرعها، وخدماتها، في برنامج ضخم، يخدم الجميع.
بينما وزارة التعليم تعيش عاصفة إلكترونية من البرامج والتطبيقات، لا تكاد تحصرها، على سبيل المثال ومن موقع الوزارة الإلكتروني يوجد (12) تطبيقًا منها: برنامج نور، نظام فارس، برنامج سفير، برنامج تواصل، نظام بلاغات المدارس ....إلخ.
وكذلك برامج أخرى لا أعرف ما هو تصنيفها، البوابة التعليمية، نظام راسل، برنامج إنجاز، بوابة القسائم التعليمية، عين بوابة التعليم الوطنية، بوابة تكامل، نظام عين لخدمة المعلم.
هذا على مستوى الوزارة، واحتمال أن الإدارات لها برامج مختلفة أيضاً، كأمانة إدارات التعليم فلديها برنامج (القيادات، مؤشرات الأداء) وهكذا!
يبدو أن وزارة التعليم تعتمد البرامج حسب الفئة المستخدمة، برنامج للطلاب، وبرنامج للمعلمين، وبرنامج للكادر الإداري، وبرنامج للقيادات، وبرنامج لولي الأمر، وبرنامج للشركاء، كثرة وضخامة في الإنتاج غير معقولة!
ومن ذا الذي يستطيع أن يفهم ويستوعب كل تلك البرامج، ويفهم خدماتها!
وإذا كان المستخدم سيقوم بالاشتراك في كل برنامج، كم مرة سيتم إدخال بياناته، وكم اسم مستخدم له، وكم كلمة مرور يحتاج حفظها!
متى نجد برنامجاً واحداً فقط، يخدم وزارة التعليم والمواطن والطالب، والشركاء؟! موقع واحد يدخل إليه الجميع ويجد فيه ما يحتاجه، تُدخل بياناته مرة واحدة، ويجدها أينما تصفح الموقع!
ندرك يقيناً أن وزارتنا تحاول أن تواكب التطور، وتصنع الأفضل، ونحن جميعاً مسؤولين، ومهتمين بما يخدم مصلحة التعليم.
كثرة التطبيقات والبرامج هدر تقني، واقتصادي، وشتات ما بعده شتات، كل الدعاء والأماني بمستقبل واعد للجميع.