عروبة المنيف
المصلح هو من تكون لديه رؤية وتقوده الرغبة في الإصلاح عن طريق اتباعه لطرق مختلفة وباستخدام قوة التأثير التي يمتلكها، وعادة ما يسعى المصلح لمكافحة المحن والشدائد من أجل أن تتألق الروح الإنسانية وتعمل فرقاً في هذا الكون. وتقود المصلح دوماً قيمة العليا التي يؤمن بها، لإحساسه بأن هناك أهدافاً عليا تناديه ليضع بصمته ويزيل الخلل في بيئته ولو كان على حساب تضحية شخصية، فاحساسه الداخلي بوجود رساله لديه يجب أن يؤديها، يعطيه الدافع للإصلاح، وبهذا يكون المصلح شعاعاً مبهراً بقلب الظلام، والتاريخ مليء بهؤلاء المصلحين.
أكرم الله مملكتنا الحبيبة بذلك المصلح «الأمير الشاب محمد بن سلمان»، الذي ضخ كميات من الطاقة والسعادة والأمل في قلب المملكه فأصبحت فتية تضج بالحيوية والجمال والتألق، فأسلوبه الإصلاحي الذي سارع بتطبيقه وبوتيرة سريعة ساهم في إنعاش المملكة، فهو لا وقت لديه لإضاعته وحماسه لتحقيق النهضة لبلاده لا يضاهيه أي حماس، ومقولته الشهيرة «طموحنا عنان السماء»، تعبر بالفعل عن نيته الصريحة والقوية في التحول وفي إحداث نقلة إستثنائية في المملكة.
إن الحركة الإصلاحية التي يقودها الأمير الشاب والتي توجت من داخل المملكة وزفت بواسطة أبنائها، هي حركة نابعة من الداخل ولم تأتِ بفعل أي ضغوط خارجية، لذلك أصبح التغيير الملموس الذي نعايشه وعلى كافة الأصعدة يحظى بقبول شعبي واسع. ويشكل الشباب في المملكة 70 % من المواطنين بإمكانياتهم العظيمة وجاهزيتهم للانطلاق بانتظار القائد المصلح في رحلة التحول والتغيير الحقيقي لتحقيق الرخاء والإزدهار لوطنهم.
إن النقلة التي أحدثها المصلح محمد بن سلمان لا تقاس بعامل الزمن لأنها أسرع منه، ويؤكد ذلك نجاح الملفات التي تبناها سواءً على المستوى الداخلي أو الخارجي وبوتيرة سريعة. ولكن يأتيك من يتشدق بالقول مطالباً باستشارة المجتمع في عملية الإصلاح!. إن المصلح تأتي الدوافع من قلبه، من إيمانه بأن الوقت قد حان للتغيير، وأي تأخير لن يكون في صالح أحد، فهو لا ينتظر إجماع الناس على البدء بحركته الإصلاحية، بل يبدأ، تقوده رؤياه ونظرته الثاقبة، ولو انتظر موافقة المجتمع بأسره لحركته الإصلاحية فلربما لن نحقق ما حققناه بسنة لعقود من الزمن سواء كان في الملف الداخلي «محاربة الفساد والمفسدين وتمكين المرأة والنهضة الاقتصادية والاجتماعية المعاشة»، أو الملف الخارجي «بتعزيزه لسمعة المملكة وقوتها ووسطيتها وتسامحها مع مختلف الأديان والطوائف والملل والقدرة على تحسين سمعتها في سنة ما لم نستطع عمله في عقود».
لازال أمام قائدنا الشاب التحديات الكثيرة ما يعطينا الدافع والحماس والقوة بعد كل تلك الإنجازات المبهرة لأن نضع أيدينا في يده ونقول له «ربنا معاك وسدد خطاك»، إمضي وإن كان هناك شوك، وسنتعاون بقلعة من جذوره وسنبذر الأمل والسعادة والحب، فزخات المطر ستصبح جداول ووديان لتروي عطشنا للفرح والسعادة والأمل، امضِ واغرس القيم الجميلة التي تؤمن بها من حب وتفاؤل وطموح وأمل لتحصد النور والضياء، فالشباب في قمة الحماس والمجتمع في غاية الجاهزية والقلوب تخفق للنقلات والتحولات الإيجابية.. حمى الله وطني وجعله دائماً عزيزاً آمناً سالماً بقيادته الواعية.