مها محمد الشريف
العقل الإنساني يدرك القرائن والعلاقات واستمالة قوة الحجج التي تمنحه بعدا من أبعاد المجتمعات المعاصرة في بنيتها ونظامها وقدرتها وعلاقتها بمقتضيات التقنية، وتميزها بالثراء النفسي والفكري، حيث تقدر السيطرة الثقافية حق قدرها كعامل من عوامل النفوذ العالمي وصياغة مشروع عالم مغاير يكون منطلقاً لدلالات جديدة تنفتح على المستقبل وهذا ما تبحث عنه بلادنا، وتترجمه زيارة ولي العهد إلى الولايات المتحدة الأمريكية في المجالين التكنولوجي والعسكري.
وهكذا، تجتمع في هذه الزياة للأمير محمد بن سلمان الأدوات والأهداف، حيث تمتلك أمريكا عدة مجالات حاسمة ولها قدرة عالمية لا نظير لها، ووقعت عدة اتفاقيات مع أكبر الشركات العالمية، وإنشاء شراكات حيوية يكون زمام الرأي فيها الاستثمار في الإنسان كونه غاية يُعرف بمشروعه.
ومن تلك الأسباب تولدت الحاجة إلى التقنية في تاريخ البشر لينفرد بها العصر الحديث. بالتالي تعمل السياسة على بناء تصوراتها باعتبارها مجموعة من الوسائل التقنية وتستمد مشروعيتها منها، وماختص به ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في سعيه ولقاءاته اختيارات حاسمة وتحديات كامنة لبناء نهضة المملكة بأحدث وسائل التكنولوجيا، حيث التقى الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت ساتيا ناديلا. وشهد اللقاء موضوعات تشعل ضوء التعاون بشأن تدريب وتأهيل الكفاءات الوطنية وتطوير القدرات وجذب الاستثمار ومالمسناه أن هناك ورشة عمل لا تتوقف من قبل ولي العهد مع أكبر الشخصيات السياسية والاقتصادية وأصحاب الشركات الأكثر ابتكارا ونفوذا في العالم.
وهذا الدعم يدعونا إلى الفخر برجل الدولة وقائد المستقبل إلى التحول الرقمي والابتكار القائم على المعرفة وفقاً لرؤية السعودية 2030 وهذا التعاون دليلا على صواب الآراء ولأحكام والتصورات، وهي عبارة دالة على الثقة في قوة القيمة بين البلدين، والتطلعات مع المسؤولين في شركة مايكروسوفت.
وتوظيف التكنولوجيا الرقمية باتت حاجة ملحة داخل الدول وترتبط بتنمية وقدرات الإنتاج المنظم والمبدع . الأمر الذي يوفر الدقة ويختصر الجهد البدني والوقت وتعود على جميع القطاعات بمزيد من الدخل أو بمصادر دخل جديدة. ولذلك يجب الإعداد لإمكانات التقنية وتجسيد محتمل لها وتطوير عوالم جديدة منفصلة .
فالعمل والعزيمة توجدان مقراً رئيسياً للاستقرار وسوقاً رائجه تتطور جيلاً بعد جيل وتتفوق في المنافسة وفي القرارات الاستثمارية، وسيذكر التاريخ هذه الإنجازات العظيمة والعقول التي عملت بجد واجتهاد لصالح الوطن والمواطن وابتكرت الحلول والإستراتيجيات لمستقبل زاهر وحياة كريمة للشعب.