فهد بن جليد
التطور السريع الذي تشهده بلادنا بثقلها ومكانتها الكبيرة، والوثبات العالية التي تقفزها المملكة نحو التجديد والتكيّف بكل ثقة باتجاه مُستقبل مُشرق وواعد وفق رؤيتنا الوطنية 2030م، أحدث بكل تأكيد نوعاً من الذهول لدى الغرب قبل الشرق في كيفية قدرة السعوديين ونجاحهم خلال -مدة قصيرة في عمر الزمن- على أحداث كل هذا التحول الداخلي والخارجي بشكل مُتناغم مع المبادئ والثوابت والقيم والثقافة السعودية، وقبل ذاك مع سماحة وروح الدين الإسلامي العظيم الذي هو منهج السعودية مُنذ تأسيسها، وبتغير عصري وحضاري مُنسجم ومُتسق مع أحدث النُّظم والأفكار العالمية المتطوِّرة، لذا -لا غرابة- أن يحظى حديث سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- لمجلة (ذا أتلانتيك) باهتمام عالمي واسع، يؤكد مرة أخرى أهمية وثقل وتأثير الخطاب السعودي على الساحة الإقليمية والدولية، والمكانة الكبيرة والمؤثرة لشخصية سمو ولي العهد، خصوصاً وأنَّ اللقاء الذي أجراه الصحفي الشهير جيفري غولدبيرغ كان شاملاً ومباشراً وواضحاً وصريحاً - ككل أحاديث سموه - التي تنظر للمُستقبل دائماً بتفاؤل وثقة، مُستفيدة من دروس الماضي وتجاربه.
لقد تعودنا أن تكون إجابات سمو الأمير في كل لقاءته ذكية جداً، فيها لغة جريئة وصريحة قلَّما تعود العالم على سماعها من أفواه الزعماء والمسؤولين العرب والمسلمين، ولأنَّ الأمير محمد ين سلمان يمثل الجيل السعودي الشاب والطموح، فقد كان الحوار مليئا بالعلم والمعرفة والفهم والطموح والثقة والشجاعة التي ستقود بلادنا إلى مُستقبل آمن ومُزدهر-بإذن الله- وكانت بمثابة رسائل اطمئنان للداخل والخارج بأنَّنا نسير في الاتجاه الصحيح، بفضل المشروع السعودي التنموي الكبير الذي يقوده سموه بدعم ومُباركة من خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وبتأييد وتفاعل ومؤازرة كل السعوديين -والمُتمثل برؤية 2030- لدعم الاقتصاد الوطني والدفع به رغم ما يشهده العالم من تحديات كبيرة، لتحسين مستوى الحياة الاجتماعية للمواطن السعودي.
شجاعة الإجابات ووضوحها قطعت الطريق على كل المُتربصين بالمملكة فيما يتعلق بموضوعات السلام وإسرائيل والقضية الفلسطينية، وحرب اليمن وغيرها، وبصراحته المعهودة فضح سمو ولي العهد -حفظه الله- أفكار وأطماع مُثلث الشر, وحذَّر من خطره المُتمثل في إيران (رأس الأفعة) الجار السيئ، حاضنة الشر ومصدره الأول، وتنظيم الإخوان الإرهابي (رأس النفاق) من يُظهر خلاف ما يُبطن، بكذبه على الأمة وتلبُّس لباس الدين وغطاء الصلاح والإصلاح بينما أطماعه السياسية باتت واضحة ومكشوفة، بإضمَّاره الشر لنا ولمنطقتنا وديننا كثاني أضلاع هذا المُثلث الخبيث, بينما تُشكِّل التنظيمات الإرهابية كالقاعدة و داعش (رأس الجهل والغباء والخيانة) باستخدامهم العنف والدمار والقتل، كثالث الأضلاع لنشر أيديولوجياتهم المُتفقة تماماً في باطنها مع (إيران والإخوان) وأن بدت غير ذلك في ظاهرها.
لقد كان حواراً جريئاً وصريحاً ناقش عدت ملفات وقضايا متنوعة، بعث برسائل صادقة وهامة، عبر إجابات قصيرة وواضحة و مُباشرة، تعكس أهمية قائلها ومكانته -حفظه الله-.
وعلى دروب الخير نلتقي.