هالة الناصر
قد لا تعرف الأجيال الجديدة من الشعوب العربية المعاناة الحقيقية التي عانتها دول وشعوب المنطقة بسبب ما كان يفعله حزب الاخوان من خدمات جليلة لأعداء الأمتين العربية والإسلامية، لم يتركوا دولة عربية واحدة تنهض اقتصادياً أو سياسياً الا وأضعفوها سواء عبر زعزعة أمنها أو اقتصادها، والآن وبعدما اضطرت الدول المتضررة لمواجهة هذا الحزب الارهابي على كافة الاصعدة والميادين انكمش الحزب وتسللت ثعالبه إلى جحورها في مشهد لا يمكن تصديقه من الاحترافية في التخفي والتقية والمواربة والتلون، كأنهم (فص ملح وذاب) لدرجة تشك بأنهم لم يكونوا موجودين اصلا، وسيكون هناك انشقاقات عن الحزب واعلان براءة منه ومهاجمته وكشف بعض خططه، وحسب خبرتي ومعاصرتي لجرائمهم أجزم بأن هذه الانشقاقات ما هي إلا وهمية تقتضيها ظروف المرحلة الحالية التي لا قدرة لهم في مواجهتها أو ركوب موجتها، كنا نصرخ ونستغيث بأن مجتمعاتنا ومناهجنا وتعليمنا مختطف من الحزب الاخواني ولم يكن هناك من يسمع لنا نظرا لأن ايدلوجية الحزب كانت هي المسيطرة على مفاصل كثيرة من الدولة والمجتمع، لم يكن احد يستطيع كشف قدرة افراد الحزب على ركوب جميع الأمواج والتلون بلونها حتى يصاب بحيرة ويشك في نفسه وقدراته كونهم يجيدون استخدام النصوص الدينية في أمور الدنيا ولوي اعناقها لصالحهم، فهم سلفيون عندما تعلو موجة السلفيين، وتبليغيون عندما تعلو موجة التبليغيين، وسروريون.. الخ، حتى انهم ايرانيون عندنا تعلو موجة الفرس، وأتراك عندما تعلو موجة أردوغان، وسيصبحون بعد هذه الحرب الضروس ضدهم وكشف الاعيبهم وطنيين لحد النخاع وسيركضون في الصفوف الأولى مع المؤيدين لكل ما تفعله الدول العربية لحماية مجتمعاتها من أخطارهم وارهابهم، سيركبون موجة مكافحة الارهاب وموجة الوسطية وسيجعلون المرحلة القادمة مرحلة كمون مع استمرار ممارسة التحريض ودس السم في العسل، لا يشبههم في ذلك سلوكا سوى الثعلب الذي عندما تحاصره ولا يجد مفرا ينقذه منك ويرى بأن موته قد حان لا محالة، يرمي نفسه على الأرض يمثل بأنه قد مات، وسيجعلك تقتنع بأنه قد مات فعلاً إن لم يكن لديك خبرة في سلوك الثعالب لأنك مهما حاولت التأكد بأنه حي يرزق لن تستطيع إلا بعد أن تختفي عنه لدقائق فينهض ويكمل طريقه وكأن شيئا لم يكن!.