علي الخزيم
ما أبلغ هذا الشعار! الصدق بالقول والعمل يثمر إبداعاً يقل نظيره، فكلما صدق المرء مع نفسه انعكس هذا الشعور على ألفاظه وعباراته وأفعاله، فمن أغلى الحواس عند الانسان عيونه وبقدر المحبة والايثار كانت العيون مكاناً لإيداع الأحباب؛ نظراً لمكانتها العالية الرفيعة وأنها القرار الآمن الذي تطمئن له القلوب لحفظ النفائس ومنها أغلى الأحباب، يقول شاعر شعبي يخاطب طبيب العيون قبل العملية ببيت عاطفي جميل:
(صورة عديل الروح عندك بالعيون
وأخاف تقطعها بموسك ما وعيت).
من هنا، جاء شعار مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض (أنتم في العيون) مُختصِراً كل ما يمكن تقديمه للمراجعين ومرضى العيون بالمملكة، وكأنهم يقولون: هل عندنا أغلى من العيون لنخدمك بها ونضعك بين أجفانها؟! ولهذا فان فريق المراسم والتشريفات والعلاقات العامة بالمستشفى يستحقون التقدير والاعجاب لاقتناصهم هذه الجملة المؤثرة ببلاغتها وعمق مدلولاتها، وكل من شارك بالاختيار، فكلهم يد واحدة تعمل بجد واجتهاد لخدمة كل مريض ومراجع، يتسابقون للابتكار والابداع لكل خدمة جديدة للمرضى، ويطورون أفكارهم العملية باستمرار بتفانٍ وعمل دؤوب؛ فلا يعرف الملل والكلل لهم طريقاً، مما جعل المستشفى ينال خلال أعوام متتالية اعلى التقييمات وأفضل (الاعتمادات الدولية) على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وهذا مسجل لدى دوائر الاختصاص الدولية.
مثل هذه المراكز والمؤسسات الطبية الراقية لا يتوقف نشاطها على الخدمات الطبية والتمريضية داخل اقسام المستشفى، بل يتعدى نشاطها محيط المباني ليلاحق أطياف وشرائح المجتمع بخدماته بما فيها ما يدخل في إطار الخدمات الاجتماعية، فمن المعروف ان هذا المستشفى من اكثر المستشفيات مشاركة بالأنشطة الاجتماعية في القطاعات الصحية لا سيما ما يتعلق بطب وجراحة العيون، وقد أبدعت الطواقم المشاركة بهذه الأنشطة وابرزت ما يتمتع به المستشفى من قدرات وجاهزية عالمية متطورة وطاقات طبية على أعلى مستويات التدريب والتأهيل بما يضاهي أرقى مستشفيات طب العيون بالعالم، مما كان له الأثر الإيجابي الطيب والملموس في أوساط المجتمع، وما عكس صورة ناصعة عن تفوق المستشفى بمجالاته التخصصية وبَدَّد الصورة النمطية التي كانت بمخيلة البعض، فأبدلت الجهود والأنشطة الاجتماعية المتعددة الشاملة للمستشفى قناعات القلة المترددة بحكمها عليه الى قناعات الاعجاب والتقدير، بل والفخر بوجود مثل هذا المستشفى العملاق بعاصمة المملكة العربية السعودية وفروعه ببقية المدن الرئيسة، ويزيد الفخر ويتضاعف عندما يدرك المواطن مدى كفاءة وقدرات كافة العاملين بهذا الصرح الطبي الشامخ، ولا عجب إذا ما علمنا قمة الكفاءة والتمكن بإدارته المتخصصة، وفوق ذلك اخلاصها للعمل من أجل خدمة وراحة كافة شرائح المرضى والمراجعين، كما تقضي التوجيهات العليا من لدن خادم الحرمين الشريفين ملك الحزم والعزم وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله، وذلك في إطار من الخدمات الصحية الجليلة التي تقدمها وزارة الصحة السعودية للمواطنين بكل التخصصات الطبية والتمريضية، فأنعم وأكرم بصرح هذا علو شأنه، وبمن أخلصوا لتقديم هذه الخدمات الجليلة لمُعْتَلِّي العيون وأثبتوا جدارتهم وتفوقهم بين المراكز العالمية المماثلة.