قاسم حول
أصدر السينمائي الفلسطيني «مهند صلاحات» بياناً سينمائياً عن أيام السينما الفلسطينية التي سوف تقام مساء السادس من شهر أبريل في صالة «سينما بانورا» بمدينة مالمو السويدية.
ومهند صلاحات من جيل السينمائيين الفلسطينيين الشباب الذين يهتمون بالسينما الفلسطينية ودورها في عكس الواقع الفلسطيني والشعب الفلسطيني في مقاومة عسف الاحتلال. ويهتم الفنان صلاحات في متابعة توثيق تاريخ السينما الفلسطينية، وهو الآن سينمائي متعاون مع الجمعيات السينمائية الفلسطينية والعربية الناشطة بين جاليات البلدان العربية والجمهور السويدي، والذي يتضح اهتمامه بالثقافة العربية من خلال مواكبته لكافة عروض الأفلام السينمائية التي تقام في المدن السويدية مثل مهرجان مالمو السينمائي وأيام السينما الفلسطينية في السويد.
وبمبادرة ثقافية عن أيام السينما الفلسطينية يوضح بيان الفنان «صلاحات» طبيعة الأفلام التي سوف تعرض، وبيانه هذا تعبير عن متابعة واعية لمسار الثقافة السينمائية الفلسطينية، وسبق للسينمائي «صلاحات» أن تابع أرشيف الذاكرة السينمائية الفلسطينية المبعثر بعد غزو القوات الإسرائيلية إلى لبنان واحتلال العاصمة بيروت ونهب الأرشيف الفلسطيني ونقله إلى مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية عام 1982 وكانت الباحثة الإسرائيلية «عوفر» قد كتبت في صحيفة «ها آرتس» الإسرائيلية، بتاريخ الأول من شهر يوليو - تموز عام 2017 موضحة تفاصيل الذاكرة الفلسطينية السجينة في وزارة الدفاع الإسرائيلية تحت مسؤولية الدكتورة «رونا سيلا» التي كتبت هي الأخرى عن وجود 38 ألف فيلم ومليوني وسبعمائة ألف صورة وستة وتسعين ألف تسجيل صوتي وست وأربعين خارطة وصور جوية من أرشيف وفي أرشيف وزارة الدفاع. مهند صلاحات متابع ممتاز لتاريخ فلسطين الثقافي والسينمائي على وجه الخصوص.
لنقرأ البيان السينمائي للسينمائي «مهند صلاحات» التي ستفك رموزه أيام السينما الفلسطينية. ومثل هذه الأيام تسلط الضوء من خلال الأفلام الوثائقية والروائية على كثير من الحقائق الظاهرة والمختفية عن الأبصار.
البيان السينمائي الفلسطيني
«تنطلق فعاليات الدورة الثانية لأيام السينما الفلسطينية – مالمو، مساء السادس من شهر أبريل القادم في سينما بانورا، التي تنظمها سنوياً الجمعية الثقافية الفلسطينية في مدينة مالمو جنوب السويد، بالتعاون مع عدد من المؤسسات والجمعيات الثقافية العربية في السويد واسكندنافيا، حيث ستعرض على مدار يومين 9 أفلام روائية طويلة وقصيرة ووثائقية.
وستفتح الأيام السينمائية دورتها الحالية بفيلم «المطلوبون الـ 18» لعامر شوملي، وهو فيلم أنميشن في عرضه الأول بالسويد، والذي اختير ليمثل فلسطين عن فئة الفيلم الأجنبي في الدورة الـ 88 لجائزة الأوسكار عام 2016.
ويتناول الفيلم قصة حقيقية من فترة الانتفاضة الأولى (1987 - 1993) عن أحد أساليب المقاومة الشعبية التي استخدمها الشعب الفلسطيني ونفّذت تحديداً في مدينة بيت ساحور. وتدور أحداث القصة عندما حاول مواطنو المدينة مقاطعة المنتجات الإسرائيلية وإنشاء اقتصاد مستقل بهم من خلال شراء 18 بقرة لإنتاج حاجتهم من الحليب ومشتقاته المختلفة، لتتحول هذه البقرات إلى خطر أمني يهدد الاحتلال فيطاردهن، وتتحول البقرات لمطلوبات للاحتلال الإسرائيلي.
كما سيعرض خلال الفعالية السينمائية التي ستقام على مدار يومين، عروضاً للفيلمين الوثائقيين الحاصلين على عدة جوائز، روشميا لسليم أبو جبل، وطائر الشمس لعائد نبعة. بالإضافة لخمسة أفلام روائية قصيرة هي: فيلم عودة رجل لمهدي فليفل، غزة هوليوود لسعود مهنا، قارب ورق لمحمود أبو غلوة، الببغاء لدارين سلام وأمجد رشيد، وفيلم الانيمي القصير «عيني» الحاصل على جائزة الأوسكار للطلاب عام 2016 للمخرج أحمد صالح.
عراقيون في السينما الفلسطينية:
وفي ختام الدورة التي حملت هذا العام ثيمة (عراقيون في السينما الفلسطينية) سيعرض فيلم «عائد إلى حيفا» الذي يعتبر أول فيلم روائي فلسطيني طويل أنتجته منظمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1983، عن رواية الأديب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني، وأخرجه العراقي قاسم حول الذي يعتبر أحد المؤسسين لسينما الثورة الفلسطينية في بداية سبعينيات القرن الماضي، والذي سيحل ضيفاً ومتحدثاً في ندوة تقام في اليوم الثاني للفعالية، ويتحدث فيها مع قاسم حول كذلك المخرج العراقي محمد توفيق، الذي عمل ضمن مؤسسة السينما الفلسطينية وأخرج خلالها عدداً من الأفلام، حيث سيتحدثان في الندوة عن تجربتهما في السينما الفلسطينية، ويستعرضان نشأتها وظروف عملهما.
وقال مدير الدورة الثانية لأيام السينما الفلسطينية في مالمو، المخرج الفلسطيني مهند صلاحات، بأن ما يميز هذه الدورة ليس فقط عرض أفلام فلسطيينية وتقديم سينمائيين فلسطينيين للجمهور العربي والسويدي في جنوب السويد، إنما تقديمها أيضاً لسينمائيين غير فلسطينيين أسسوا لمرحلة مهمة جداً من مراحل السينما الفلسطينية وهي التي تسمى سينما الثورة الفلسطينية، وهي السينما التي أسستها أواخر الستينيات، منظمة التحرير الفلسطينية وعمل فيها مخرجون عرب وأجانب، ومن هنا جاء اختيارنا لثيمة الدورة الحالية، «عراقيون في السينما الفلسطينية» لاستضافة اثنين من المخرجين العراقيين الذين كانت لهم بصمة واضحة في التأسيس وحفظ الذاكرة السينمائية الفلسطينية وفتح الحوار المباشر بينهم وبين الجمهور.
كما أكد رئيس الجمعية الثقافية الفلسطينية في مالمو يحيى أبو وطفة أن الجمعية حريصة كل الحرص على إقامة هذه الفعالية السنوية كونها تشكل مساهمة نوعية للحراك السينمائي الفلسطيني في الداخل والخارج، وكذلك للجمهور الفلسطيني والعربي في أوروبا، ليتاح له التعرف على النتاج السينمائي الفلسطيني، واللقاء مباشرة بصناع الأفلام الفلسطينيين حول العالم ومناقشتهم والتعرف على تجاربهم. وكذلك أهمية الفعل السينمائي في إيصال صوت القضية الفلسطينية عبر السينما للجمهور الغربي. ولذلك تسعى الجمعية الثقافية الفلسطينية لتكون الفعالية، حدثاً سنوياً يهدف إلى تقديم الأفلام والسينمائيين الفلسطينيين إلى الجمهور في دول الشمال الأوروبي، كما وتسعى الجمعية بالتعاون مع عدد من المؤسسات والجمعيات الثقافية العربية في السويد واسكندنافيا، من ضمنها مؤسسة APF السويدية، وبالتعاون مع سفارة دولة فلسطين في العاصمة السويدية ستوكهولم، لتكون ضامن استمرارية الفعالية وجذب الجمهور المتعطش للاطلاع على الواقع الفلسطيني الحالي من خلال السينما ورؤية السينمائيين، باعتبار السينما مرآة تعكس واقعها بكل ظروفه الانسانية والثقافية والسياسية» .. انتهى البيان.
صراحة ومن خلال ما كشفته صحيفة «ها آرتس» الإسرائيلية لا نجد ذلك الاهتمام الكبير الذي ينبغي على السلطة الفلسطينية الاهتمام به، لأنه يمثل ذاكرة وتاريخ شعب يناضل من أجل استرداد حقوقه المشروعة.
كنت أتمنى أن يكون وزير الثقافة الفلسطيني حاضراً في مهرجان أيام السينما الفلسطينية في مدينة مالمو السويدية، لإمكان مناقشة الذاكرة الفلسطينية التي يحمل العبء الثقيل منها، مجموعة من الشباب من مثقفي الشعب الفلسطيني وبشكل خاص في مجال الفيلم السينمائي الفلسطيني.