فهد بن جليد
يحدث هذا في مصر بسبب (الفيس بوك)، خبر صادم يبيِّن كيف دمَّرت وسائل التواصل الاجتماعي الحياة الأسرية وزادت من تفكُّكها في مُجتمعاتنا، نصف طلبات الخُلع هذه كانت من مُتزوجات حديثاً (من شهر إلى سنة)، مكاتب التسوية بمحاكم الأسر التي أكدت استقبال ألفي طلب خُلع خلال أقل من 90 يوماً تُقدم هنا -برأيي- خدمة جليلة بتعليقها الجرس وتنبيه المُجتمع لهذه المُشكلة، التي تُعتبر أيضاً في الكويت (السبب الثالث) لوقوع الطلاق -بحسب دراسة أعدتها وزارة العدل هناك- بيَّنت أنَّ 30 في المائة من حالات الطلاق التي وقعت كانت بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، وترتفع النسبة في محاكم الإمارات مُسبِّبة وقوع 50 في المائة من حالات الطلاق -بحسب تقارير تلفزيونية- بقية المُجتمعات العربية ليست أفضل حالاً، حيث تطوَّرت الحالة في فلسطين المُحتلَّة وقطاع غزة لتعتبر وسائل التواصل أهم وأوَّل سبب (لفسخ الخطوبة) والطلاق قبل الزواج هذه المرَّة!.
عادة لا يُفصح عن الأسباب الدقيقة والحقيقية لوقوع (الطلاق أو الخُلع)، وقد لا يتم رصدها أصلاً بالتفصيل، ويكتفى بإحدى العبارات الشهيرة على طريقة (مشاكل وخلافات عائلية) أو (عدم توافق بين الطرفين)، الجهات المعنية في المحاكم لا تُصدر ولا تنشر -في الغالب- بيانات ومعلومات إحصائية عن أسباب الطلاق، رغم أهمية ذلك في مُعالجة المُشكلة والظاهرة، المحاكم اليوم مدعوة -أكثر من أي وقت مضى- لرصد هذه الأسباب ونشرها حتى نعرف حجم المُشكلة في مُجتمعنا، والنسبة التي تُشكِّلها فعلاً وسائل التواصل الاجتماعي كسبب (للطلاق) والخلافات الأسرية, -برأيي- أنَّ الأمر لم يعد شخصياً (لكل حالة)، حتى تُحفظ الأسباب فقط في سجلات المحاكم، القضية اليوم تمس المُجتمع برمَّته، وعلينا أن نواجه هذا الخطر بكل شفافية وشجاعة.
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي (السلبي) على حياتنا، وعلاقات البشر ببعضهم البعض، (أشبعته) الدراسات والأبحاث ولم يعد خافياً على أحد، ما نحتاجه هنا هو (إحصائيات وأرقام ونسب) يعتمد عليها الأزواج لتحويل (المُسببات إلى حلول) بالابتعاد عنها، أو التعاطي معها بشكل صحيح.
وعلى دروب الخير نلتقي.