يوسف المحيميد
رغم أن ما فعلته ميليشا الحوثي مدعومة من إيران من محاولة فاشلة تجاه ناقلة النفط السعودية غرب ميناء الحديدة يمثل تجاوزا للمواثيق الدولية، وتهديدا للملاحة البحرية الإقليمية والدولية، إلا أنه لا يمثل شيئًا، ولن يؤثر على أنشطة التجارة والاقتصاد، وحتما لن يعطل إمدادات النفط التي أثبتت عقودا طويلة من السنوات أن السعودية هي الدولة القادرة على ضمان توفير الإمدادات في مختلف الظروف والأزمات.
وكل يوم يمر، يثبت للعالم أن ميليشيا الحوثي مدعومة من إيران ليست تمردًا على الشرعية فحسب، ولا أنها تشكل خطرا على اليمن، أو السعودية فقط، بل هي تهدد حركة الملاحة الدولية، وتخل بأمنها في ميناء الحديدة، وفي مضيق باب المندب، الذي يمثل معبرا مهما للنقل البحري.
ربما ما تفعله هذه الميليشيات الإرهابية خلال هذه الأيام، من اعتداءات سافرة على المناطق المدنية في السعودية، وتهديد علني للملاحة الدولية، هو ما سيجعل العالم يدرك خطورة هذه الميليشيا، ويتفهم موقف المملكة الجاد والحازم ممن يدعمها بشكل مباشر أو غير مباشر، وأن هذا الموقف ليس لحماية المملكة فحسب، وإنما لحماية الدول المجاورة، والدول على المستوى الإقليمي، من هذه الفوضى العبثية التي تصنعها حكومة إيران ومن يدعم مواقفها وأحلامها التوسعية.
وكلنا يقين وثقة بالله سبحانه، وبيقظة رجالنا وقواتنا، وقوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن، أما ما يحدث من استفزاز وعربدة متلاحقة وعلنية وغير منطقية، فهي محاولة لا قيمة لها، وسعي إلى لفت الانتباه وجذب الأنظار من الأحداث الأكثر أهمية في العالم. وحتى لو كان الهدف هو الدخول في مواجهة مباشرة، فكما قال الفيصل يرحمه لله، نحن لسنا دعاة حرب، لكننا إن دقت طبولها، فنحن لها.