يوسف المحيميد
كلما مرت الأيام، مع هذه التحولات الجديدة والنشطة في حياتنا، تجاه التغيير على المستويين الاجتماعي والاقتصادي، والتحرك السياسي على المستوى الدولي، أدركنا أننا نسير بثقة ووعي، وحتى لو تعثرنا -لا سمح الله- فإن الذي لا يعمل هو وحده من لا يتعثر ولا يخطئ، أما الأشخاص العاملون بدأب في معظم ساعات يومهم، فهم عرضة دائمة للخطأ، وهم قادرون على تصحيح مسارهم كلما انعطف بهم الطريق.
ولعلنا أدركنا مؤخرًا كم خسرنا بتحييد المرأة وتهميشها، وهي التي تمثل نحو نصف المجتمع، وهي التي نخسر على تعليمها حتى مراحلها العلمية.
ولعل إضافة العديد من المحاميات بمنحهن تراخيص لمزاولة المهنة، بنحو 59 رخصة، تضاف إلى إجمالي 244 محامية سعودية، بما يعني أن المستقبل بات مرئيا لمعظمنا، بأن المرأة قادمة بقوة كي تعيد للوطن الجميل حقوقه عليها، خاصة حين نشعر أنها جاهزة للعمل، وتمتلك الرغبة الكاملة في أداء ما يوكل إليها.
ولا يتوقف الأمر عند ذلك، بل تقوم وزارة العدل بتأهيل المحاميات السعوديات، قبل دخولهن مهنياً إلى سوق العمل، وذلك من خلال مركز التدريب العدلي، وكذلك إطلاق دبلوم المحاماة لتقديم التأهيل المهني اللازم للعاملين في المرافق العدلية خلال ثلاث سنوات كاملة.
وليس غريبًا أن تتوسع وظائف المرأة، وبالذات في مجال المحاماة، لتصبح هي من يدافع عن بنات جنسها، من واقع شعورها بما تتعرض له المرأة من تقييد لحرياتها، حتى أصبحت مساهما فعليا في تمكين المرأة في مختلف المجالات، هذا التمكين الذي لا ينصفها فحسب، بل ينصف المجتمع بأسره.