خالد بن حمد المالك
بمثل ما يقوم به ولي العهد من نشاطات في أمريكا، يتعذر علينا أن نلاحق إنجازاته، أو التوسع بالتعليق عليها، مع حرصنا على ألا نهمل شيئاً، أو نتجاهل موضوعاً، فالأمير يعمل على مدار الساعة وفق برنامج مضغوط، بسبب كثرة الموضوعات التي يحملها في ملفات عديدة، وحرصه على أن يباشرها بنفسه، من دون أن يوكلها إلى أيّ من فريق العمل المرافق لسموه إلا في حالات قليلة، وبينهم وزراء ومستشارون.
* *
غادر سموه لوس أنجلوس بعد أيام من العمل المضني، متوجهاً إلى سان فرانسيسكو، وهناك كان على موعد للقاء بمؤسس الشركة سيرجي برين ولاري بايج والمدير التنفيذي لشركة قوقل ساندر بيتشادي والقيادات العليا بالشركة، وذلك خلال زيارة سموه لشركة قوقل في وادي السيلكون، وتم التركيز في الاجتماع على التعاون في خدمات الحوسبة والسحابية في المملكة، والحديث عن الفرص الواعدة في قيادة التحول الرقمي، وتوطين التكنولوجيا وتطوير البنية الرقمية، وإنشاء مركز بحث وتطوير وتدريب الشباب السعودي، وسبل تعزيز التعاون في مجال الأمن السيبراني.
* *
الأمير لم يكتفِ بذلك، بل كان مهتماً بأن يطلع على عرض عن سحابة قوقل الإلكترونية، وكذلك عرض عن الذكاء الاصطناعي، والتعليم الآلي، لاحظوا أن ولي العهد يحمل أفكاراً وتطلعات لأن تكون المملكة دولة رقمية، تدار إلكترونياً، بما يجعلها في تحولها الجديد ترسم خارطة للمستقبل في كل المجالات، وهو مُصرٌّ على أن تواكب المملكة ما يجري في العالم، مؤمناً بأنه لا يجوز أن نمنع العلم والثقافة الجديدين من التأثير الإيجابي في مستقبل المملكة.
* *
ما قاله الأمير عن التعليم -مثلاً- يتوافق مع ما صرح به لمجلة التايم الأمريكية، حيث أفصح عن أن المملكة تخطط لأن يكون ترتيب جودة التعليم في المملكة بين 20 إلى 30 من أفضل دول العالم في نظام التعليم بدءًا من العام المقبل، ويأتي ذلك التوجه من رؤية سموه بأن التعليم الأساس الذي سوف يعتمد عليه تحوّل المملكة وفق ما رسمته رؤية 2030، وبما ينسجم مع التحولات المصاحبة للتعليم في تغيير شامل لا يستثني أي عمل أو نشاط أو توسعة حكومية، وبهذا فإن كل التوقعات والتحليلات تتحدث عن مملكة جديدة في عهد الملك سلمان والأمير محمد.
* *
وعلى هامش الزيارة كنا أمام حدثين مهمين؛ الأول ما صدر عن وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد بن صالح العواد الذي يرافق ولي العهد ضمن الوفد الرسمي من أن الوزارة منحت أول رخصة تشغيل دار عرض سينمائي لشركة إيه إم سي، والتي تتخذ من أمريكا مقرًّا لها، وهذه الشركة تعد أكبر شركة تشغيل دور العرض السينمائي في العالم، وتخطط الشركة أن يكون أول افتتاح لها بالرياض هذا العام، ويتوقع أن تشكل المملكة أكبر سوق في المنطقة لزوار دور العرض، كما ينتظر أن يتم افتتاح نحو 350 دار عرض سينمائي في المملكة، الوزير عواد قال إن هذه الرخصة الأولى تتيح فرصاً استثمارية مهمة لمشغلي دور العرض السينمائي، وتأتي هذه الخطوة ضمن أهداف الرؤية 2030 بتحسين جودة الحياة، وربما قاد هذا الاتفاق إلى دخول سلاسل دور السينما الكبرى باعتبار أن سوق المملكة هو الأكبر في منطقة الخليج العربي.
* *
الحدث الثاني كان في قيام الهيئة العامة للترفيه بإبرام عدد من الاتفاقيات مع كبرى شركات الترفيه في العالم، وضمّت هذه الاتفاقيات اتفاقية مع شركة سيرك دوسولي لتقديم عروض السيرك، و(إم بي سي) لإقامة فعاليات اليوم الوطني بـ150 فناناً، ومع شركة (فيلد إنترتينمنت) لتقديم فعاليات عالمية، بما في ذلك عروض ديزني على الجليد، وهناك اتفاقية مع شركة (ناشيونال جيوغرافيك) لبناء مدن مختلفة بتقنية VR في مناطق المملكة، وكانت الاتفاقية الرابعة مع شركة (IMG) الرائدة في مجال الفعاليات والرياضة والإعلام والأزياء، وتأتي هذه الاتفاقيات كما صرح أحمد الخطيب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه متوافقة مع أهمية قطاع الترفيه، ووجود عدد من العناصر الاستثمارية فيه.
* *
وهكذا تخطو المملكة نحو آفاق جديدة، متجاوزة كل المعوقات، وبثقة وإصرار وعزم لا يلين، ملبّية رغبة المواطنين وتأييدهم ومساندتهم لهذه الخطوات.