رجاء العتيبي
ليس من الجيد تأخر انطلاق (الثقافة), منذ زمن والحال على ما هو عليه, نسمع كثيرًا ونرى أحيانًا شيئًا عن ثقافة جديدة, ولكن بدون نتيجة ملموسة, تحركات هنا وهناك باتجاه تطوير الثقافة وما زالت قيد البحث والدراسة والمناقشة واللجان, لم يحدث شيء حتى هذه اللحظة.
الهيئة العامة للثقافة أعلن عن إنشائها في مايو 2016م, وما زالت تعد العدة للانطلاقة, جاء خلال هذه المدة أسماء ورحلت أسماء, آخرها إعلان معالي وزير الثقافة والإعلام عن مجلس إدارة جديد الجمعة الماضية.
سبق ذلك كله لوائح جديدة للأندية الأدبية, وتوصيات لا حصر لمؤتمرات الأدباء المتعاقبة, ومشروعات دعم لجمعية الثقافة والفنون, إعفاءات وتعيينات واستقالات ولم يثمر ذلك عن انطلاقة حقيقية للثقافة, كل ما هنالك اجتماعات ونقاشات وآمال وطموحات, وأنشطة ثقافية غير منافسة على الأقل إقليميًا.
الكل يحمل هم الثقافة, يريدها أن تكون مواكبة للسعودية الجديدة, يريد برامج ومهرجانات وأحداث مدهشة متجددة منافسة مستمرة, نتطلع أن تدور عجلة الإنتاج الثقافي على مدار الأسبوع في كل أنحاء المملكة, أعمال ولقاءات وفتح آفاق جديدة ذهنية وإبداعية.
هيئة الترفيه انطلقت منذ زمن وعرفت طريقها, وهيئة الرياضة انطلقت هي الأخرى وعرفت خطها, قرارات سريعة, ومنجزات كبيرة في وقت قصير (فكّر/ قرّر/ نفّذ) هذا هو الصحيح, فيما الأخطاء يتم تصحيحها أثناء مسيرة العمل.
الاقتصاد والسياسة انطلقا ونافسنا العالم وأثرنا فيه أعلنا الحروب على الأعداء, وأعلنا السلام, وقاطعنا دولاً, وتحالفنا مع دول, استقطبنا رؤوس الأموال, والتقينا بأشهر اقتصاديات العالم, وبنينا المستقبل ورأيناه أمامنا وما زالت الأعمال الكبرى مستمرة.
أما الجهات المعنية بالشأن الثقافي منذ زمن ما زالت تفكر وتخطط وتأمل وتتطلع وتجتمع وتناقش وتبدأ وتتراجع تشكل لجنة وتعيد اللجنة وتحل اللجنة, وهذا التأخير ليس في صالحها مطلقا, ابدأ والنهاية في ذهنك وصحح الأخطاء أول بأول حتى (تمسك الطريق).
نحتاج قائدًا جريئًا مرنًا متخذًا قرارات يملك رؤية, يتحمل الصعاب ولديه قدرة على حل المشكلات, يعمل وفق استراتيجية وخطة عمل وإدارة مشروعات, يقود القطاع الثقافي باتجاه الرؤية السعودية, هذا ليس صعبًا, فعلها الأمير الشاب محمد بن سلمان في غضون سنوات قليلة, نحن محظوظون أن لدينا نموذجًا قائدًا يعيش بيننا من بني جلدتنا وليس في الكتب كما كنا نقرأ زمانًا عن فنون القيادة.