«الجزيرة» - وحدة الأبحاث والتقارير الاقتصادية:
هل من الممكن أن تتجاوز أسعار النفط العالمية مستويات الـ80 دولاراً للبرميل؟ كثيرون سيقولون: لا غير ممكن، ولكن كانت هذه هي الإجابة أيضاً قبل 3 يوليو 2008، عندما قفزت أسعار النفط فجأة إلى 143.95 دولاراً للبرميل وعلى غير المتوقع. وهل بالإمكان السيطرة على أسعار النفط بشكل تام؟ مع الأسف الإجابة بلا مطلقاً، لأنه رغم وجود منظمات كأوبك ورغم وجود اتفاقيات وآليات عمل للحفاظ على توازن السوق إلا أنه مع كل ذلك، فإن قواعد العرض والطلب هي التي تحكم سوق النفط بشكل نهائي وتام. وبالتالي فإن أسعار النفط تخضع في النهاية لقوى العرض والطلب.
أما السؤال الثالث، ما المرحلة التي يمر بها الاقتصاد العالمي الآن ومنذ بضع سنوات؟ بكل صدق هي مرحلة ركود، تتزايد حدتها في بعض الدول وتتضاءل في دول أخرى، ولكن الأهم أن هذا الركود يحدث في كثير من دول الطلب العالي على النفط أو لنقل دول آسيا الأعلى نمواً، والتي هي المحرك الرئيس للنفط. إذن ما توقعات أسعار النفط خلال 2018 وحتى 2022م وهل بالفعل توجد احتمالات لحدوث قفزة جديدة؟ حتى لو كانت هذه القفزة إلى مستويات الـ70 أو 80 دولاراً للبرميل؟ الإجابة بنعم، توجد احتمالات متوسطة إلى قوية بأن يحدث مثل هذا الصعود. وتوجد عديد من المبررات التي تؤيّده.
معدلات النمو لا تزال دون المستوى المطلوب
كلما ازدادت معدلات النمو الاقتصادي بالدول الأعلى نمواً ازداد الطلب على النفط، وكلما صعدت مستويات أسعاره. ومعدلات النمو الاقتصادي للدول الآسيوية لا تزال دون المستويات المتوقّعة، وفي كل عام لا تحقق النسب المتوقّع حدوثها. وهذه الدول لو انتعشت بالشكل المتوقّع والمأمول. ولا يزال عالقاً بالأذهان أعلى مستويات نمو حدث في جنوب وشرق آسيا ما بين (2005 - 2007) والتي وصلت إلى 9.5 في المائة. الآن ومع أعلى مستويات، سجلت الهند أعلى معدلات نمو في العالم بنسبة 7.3 في المائة في 2017 تليها الصين بمعدل نمو 6.6 في المائة في 2017. أما بالنسبة للولايات المتحدة، فقد حققت نمواً اقتصادياً بنسبة 2.1 في المائة خلال 2017. ويأتي معها كل الثماني الكبار، مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وكل منطقة اليورو أقل من مستوى الـ2 في المائة نمواً اقتصادياً.
يعني نستطيع القول بأن معدلات النمو في الاقتصاديات الصناعية المتقدمة حتى الآن دون المستوى نتيجة حالة الركود أو خفوت التوسع. ويشير موقع تريندنج ايكونومكس بأن المتوقع نمو اقتصاد دول غرب ووسط أوروبا وأمريكا وكوريا واليابان بنسبة 2.1 في المائة عامي 2017. إلا أنه مع ذلك، فإن توقعات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية EIA في تقريرها لشهر ديسمبر 2017، أن يبلغ متوسط أسعار خام برنت 54 دولاراً للبرميل في 2017 و57 دولاراً للبرميل في 2018 في المقابل توقّعت بلومبيرغ أن يصل سعر خام برنت في 2018 إلى 63 دولاراً للبرميل. إلا أن ادارة معلومات الطاقة الأمريكية EIA وضعت توقعات حديثة لأسعار النفط جاءت مثيرة للانتباه، حيث توقّعت أن تصعد أسعار خام برنت في2020 إلى 69.96 دولار للبرميل، تقفز بعدها إلى 77.36 دولار للبرميل في2021، يليها الصعود إلى 80.6 دولار للبرميل في 2022.
ولو افترضنا استقرار متوسط الإنتاج اليومي للمملكة خلال السنوات الخمس المقبلة عند مستوى 10ملايين برميل يومياً، وهو التوقّع الأعلى احتمالاً، لأنه يمثّل السياسة المتحفظة التي تتبناها المملكة دوماً، وبناءً على توقعات وكالة الطاقة العالمية لتوقعات الأسعار العالمية للنفط الخام، فإن المملكة يمكن أن تعود في 2022 إلى نفس مستويات ميزانيتها المالية في2010، لأنه من المتوقع تطابق الإيرادات النفطية.