د.عبدالعزيز الجار الله
العالم يتجمع من جديد على الأراضي السورية بعد الهجوم الكيماوي على الغوطة الشرقية في مدينة دوما، وأصبح الجميع يركض إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن للإدانة والتفويض والعقوبات، ومثل هذه الحوادث فقد تحركت أمريكا خارج مجلس الأمن في احتلالها للعراق عام 2003 م، وإيران تود أن تكمل أهدافها في سورية وتسابق الزمن، إما خطفها تماما، أو جعلها دولة مذاهب وأقاليم بالتبعية أو نفوذ سياسي شراكة بين: الإيرانيين، والروس، ونظام بشار، والعرب السنة، وكما تريد إيران نقل المرتزقة الأفغان والباكستان والعراقيين الشيعة إلى مناطق نفوذ بشار.
الأمر تجاوز صراع المنطقة أو الحرب الإعلامية بين الدول، وإن كان الغرب يحاور ويهدد بالإعلام دون أن يستخدم القوة، وبالمقابل فإن روسيا والنظام السوري وإيران ممسكون بالأرض والسلاح وقرار الفيتو والرغبة في القتل والإبادة.
هذا قدر الدول العربية؛ إما الفقر أو الحرب منذ الاستعمار الأوربي في أوائل القرن العشرين الميلادي، وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية، قدر العرب الحروب التي تقوم لأسباب معلنة ومجهولة لكن الحرب السورية هي حرب القوى الكبرى، التي إذا سارت بهذا الاتجاة فإنها ستصل إلى التصادم الدولي.
إيران متورطة بالحرب ولا تستطيع الفكاك الإ بهزيمة مذلة من سورية والعراق ولبنان؛ لذا هي تعمل من أجل الانتصار السريع والمباغت وفرض الواقع، واقع الأرض وكسر ظهر المقاومة وشل كل قدراتها، لكن لا أحد سوى الله وحده يعمل إلى أين تتجه الأمور، قد تكون مواجهة بين القوى الكبرى إلى ما دون الحرب النووي، أو كسر العظم والإعطاب وشل القدرات، لكنها أزمة حقيقية للمنطقة ولجيران سورية وللإنسان العربي السوري الذي أصبح مطاردا ما بين الحروب والتهجير واللجوء والكيماوي.