مهدي العبار العنزي
مهما ارتفعت الشعارات وتغيرت ألوان أعلامهم من السوداء إلى البيضاء فإن أحقادهم وأهدافهم لم تتغير والتي تهدف إلى تدمير كل القيم والحضارات والطموحات التي بناها أسلاف الأمة من الرجال الذين سطر لهم التاريخ أروع الأمثلة والذين أقاموا الحق ورفضوا الباطل، وحتى لو غيروا أعلامهم فإن مخططاتهم الجهنمية لم تنطل على العقلاء من أمة الضاد، الذي يشاهد هذه الأعلام يعتقد أن ظاهرها يعني احترام مكانة المسلم والوقوف مع الإسلام وتكريس مبدأ العقيدة ولَم يعلم بعض من انجرفوا خلف هذه الشعارات أن باطنها يمثل الشر والقتل وسفك الدماء؛ ومن استوعب اللعبة التي يحيكها للأمة العربية أعداء الإسلام أدرك أن هؤلاء ومن يتبعهم من الذين ينتسبون للعرب بالاسم والذين هدفهم زعزعة الأمن وترويع الآمنين وإيجاد الفوضى وإيجاد كل الفتن التي زرعوها وها هم يغذونها بحقدهم الأعمى وبغضهم لكل من يعتنق الديانة الإسلامية لم يعترفوا على الإطلاق أنهم يمارسون صناعة الموت بأبشع صوره ضاربين بحياة البشر عرض الحائط غير مبالين بقتل الأنفس التي حرم الله قتلها، إن العرب كل العرب من المحيط إلى الخليج لو سألت أي عربي لقال لك بصورة واضحة نعم للإسلام وقيمه، نعم للإسلام الذي يحقق العدل وروح التسامح وبناء المجتمع ونبذ كل الشرور لأنه دين الوسطية والاعتدال والأمن والأمان والسلام وتجده بالمقابل يقول: لا لكل ما من شأنه النيل من كرامة الإنسان وحرياته وتدمير ممتلكاته وتحطيم آماله وطموحاته.
إن الأحداث أثبتت أن الإرهاب الذي مارسه داعش في العراق وسوريا وليبيا وغيرها من دول العالم لا يختلف عن الإرهاب الذي يمارسه الإخوان الذين لبسوا عباءة الإسلام وهم في حقيقة أمرهم وأعمالهم الإجرامية لا يمثلون إلا أنفسهم كحاقدين وإرهابيين أهدافهم مشتركة وتتمثل في الاعتداء وعدم الاقتداء بسيد البشرية صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، بكل ما يملكون يمارسون القتل في أرض ذكرها الله في كتابه العزيز (مصر) وأراد الباري عز وجل أن تكون منارة للعلم والأدب والثقافة، إذا اعترفوا أنهم ينتمون لمصر العروبة لماذا يقتلون حماة مصر من رجال القوات المسلحة والأمن؟
وإذا كانوا يعترفون بأنهم ينتمون إلى هذا البلد الكبير لماذا يمارسون التنكر للوطن الذي احتواهم وحماهم وترعرعوا على ثراه؟
وإذا كانوا يعترفون بأنهم من أبناء مصر فلماذا يمارسون الخيانة ضد الشعب الذي احتضنهم ووقف معهم في المحن إان ما يقومون به من محاربة لمصر وأهلها وخروجهم على ولي أمرهم الذي اختاره الله لهم هو إرهاب وفساد في الأرض وسلوك مشين، ألم يدرك هؤلاء القتلة أنهم بأعمالهم الشريرة يدافعون عن الباطل ويتحالفون مع من لا يريد لأرض الكنانة الخير ولا الاستقرار؟ ألم يدرك أتباع داعش ومنفذو مخططاته أن دفاع الجيش المصري هو دفاع عن الحق وهل سألوا أنفسهم لماذا كل هذا الحقد وهل عميت قلوبهم وعيونهم وتناسوا أن الحق يعلو ولا يعلى عليه بقي أن يتحد العرب جميعاً لردع كل من سلب ونهب وقتل ودمر وفجر وكفر.