مها محمد الشريف
تحديات القوة العظمى بدأت بين النصف الغربي والطرف الشرقي بعدما كانت أمريكا القوة الاقتصادية الأولى في العالم بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، «وهكذا، فإن أوراسيا هي رقعة الشطرنج التي تدور عليها المعركة المستمرة من أجل الحصول على الزعامة السياسية العالمية كما قال بريجنسكي».
فهل ستكون الولايات المتحدة «أكبر المنتصرين» في حربها التجارية. كما وصفها السيد ترامب في تغريدة، تحت مظلة التحديات بين أمريكا والصين، أم أن هذه القرارات الحديثة عالية الافتراضية؟، والغرض منها الوصول سريعا إلى المجتمع الكوني مع نجومية ترامب على موقع تويتر.
وفي سياق البحث عن النتيجة النهائية، فإن الانعكاسات في تقديرات القيمة العادلة على الساحة الدولية تفسح الطريق نحو اعتبارات أكثر أهمية تنذر بخطورة هذه الحرب، وتقدم شرطاً صارما يقدر بـ 100 مليار دولار على الصين كرسوم جمركية تحيد بمقدرة احتمال حرب تجارية تقابله بكين فى المقابل بجاهزيتها لاستمرار الحرب التجارية للنهاية وفقا لتصريحات مسؤولتيها الأخيرة.
وبلا شك فإن المخاوف التي انتابت أسواق النفط كبيرة هبطت على إثرها الأسعار، وتبعثرت قيمة المؤشرات الأساسية، بعد أن جدد الرئيس الأمريكي تهديده لفرض رسوم جمركية على قائمة إضافية من الواردات من الصين، وأدخل عنصراً جديداً في السياسة الاقتصادية بالتملك القومي والتدخل الحكومي في دعم النمو الاقتصادي ولكن هل هذا التدخل في صالح الفرد الأمريكي أو ضده؟، وهذا النوع من الجدل نتج عنه مخاوف كبيرة بين أكبر اقتصادين في العالم واشنطن وبكين.
الأمر الذي أدى إلى تراجع عقود خام القياس الأمريكي، لتغلق عند 62.06 دولار للبرميل .حتى الآن ذكرت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن مخزونات النفط في الولايات المتحدة انخفضت 4.6 مليون برميل الأسبوع الماضي بالمقارنة مع توقعات المحللين لزيادة قدرها 246 ألف برميل.
وتظل الرسوم الجمركية مصدر تهديد للبلدين في حال سريان مفعولها وتتعطل دول أخرى ومن ثم يشمل التأثير انخفاض أسعار النفط الناتج عن مخاوف دولية من نشوب حرب الضرائب مجددا بعدما فشلت سابقا مع أوروبا، وفي خضم هذه الأحداث لم يتوقف ترامب عن التغريد عبر منصة تويتر عن ذكر الإرث الثقيل الذي تركه أوباما له قائلاً: «لقد تسبب أشخاص حمقى غير مؤهلين لتمثيل الولايات المتحدة الأمريكية في خسارتنا تلك الحرب مع الصين». و أنه «بسبب هؤلاء أصبح لدينا عجز تجاري قيمته 500 مليار دولار أمريكي سنويا، إضافة إلى خسائر قيمتها 300 مليار دولار بسبب سرقة حقوق الملكية الفكرية».
من هنا يصعب وضع خط فاصل بين ما هو موضوعي فيها وما هو ذاتي، ولهذا لن تكون الحرب التجارية مربحة لطرف دون آخر ولو أن في هذا التجريد يقوم نظام السلطة فقط، وينأى عن رأي الجموع الغفيرة حيث يكشف الواقع عن صورة مغايرة لهذا العالم، فقد أصبح آحادي يفرض أنماطا مختلفة بواسطة وسائل الإعلام ومنابر التواصل وكثير من الدول المصنّعة في الصين تراقب عن كثب بخوف.
ومن المؤكد أن ما يطالب به ترامب عن حقوق الملكية الفكرية ضمان لحقوق بلاده ولن تكون هناك دولة أكبر وأهم منها رغم القوة الاقتصادية الصينية القادمة والمهيمنة والأنجح على الإطلاق في الأسواق العالمية، ويصح التأكيد هنا إذا أوردنا في هذا الصدد ما قاله بيل كلينتون الرئيس السابق «أمريكا الدولة التي لايمكن الاستغناء عنها» لكل دول العالم.